ثورة التصحيح

لكى ندخل فى الموضوع المدخل الصحيح لابد من ذكر تلك الصورة لنتخذها مثال في هذا المقال ، كيفية تصرف الانسان عند الخوف وأيضا عند التخلص من الخوف ( الشجاعة ) .

أنسان يعيش حياته فى سلام تام .... وذلك سببه انه مسالم الى أقصى درجة ، فجأة يشعر بالتعب ويذهب للطبيب ، عندئذ يخبره انه مصاب بمرض خطير ولم يتبقى فى حياته سوى أسابيع قليلة

يحزن هذا الانسان لفترة وجيزة .... بعدها ينظر الى حياته كلها وكيف عايشها ؟ كيف انه كان مسالما زيادة عن اللزوم ...... يجد نفسه متأملا لكل عمره ، ويعتب على نفسه انه كان جبانا فى كثير من الاحيان ..... الى ان يخرج بخلاصة عمره كله ........ انه لم يعيش كما يجب ان يكون .

يستقيم قائما ليقرر أهم قرار فى حياته !!! ان يعيش كما يجب ان يكون هذه المرة حتى ان كانت عدة أسابيع قليلة .......... أتخذ قرارا هاما بعد فوات الاوان صحيح ..... لكنه قرر ان يكون شجاعا وليتوقف عن المسالمة ........ قرر ان يترك الخوف جانبا ولا يفكر فيه بالمرة .

قرر ان لا يخاف على عمره ان يكبر وينقص – على صحته من المرض – على ماله أن ينقص ويفتقر– على شعور الاخرين لان يغضبوا ......... قرر ان لا يخاف من الفشل – لا يخاف من الناس ولا يرضيهم ، وجد أخيرا أنه أغفل الذى كان من المفترض أن يخشاه ويلهث لارضاؤه ..... أغفل ان يخشى الله ، يخاف على أغضابه .

علل هذا ربما لانه يعلم كرم الله فى مغفرته ، وكيف انه التواب ، الغفور ..... وجد أنه أخطىء بحياته كلها ......... حيث أنه فعل الذى لم يكن مفروضا أن يفعله ، كما أنه لم يفعل ما كان من المفترض أن يفعله ......... فقرر التصحيح .......... صحيح باق من عمره القليل ، لكن لابد من التصحيح ، أفضل من لا شىء .

السؤال هنا للتأمل فى حال هذا الانسان :

كيف نصل لحالة هذا الانسان لكى نقوم بثورة التصحيح هذه لتشمل حياتنا كلها ؟

المثل يقول لنا : ( اللى إيده فى الميه ليس زى اللى إيده فى النار ) ......... فالمياه غير النار تماما

لذا صعب ان نصل الى حالته ونبدل الخوف الذى يمتلكنا الى شجاعة ليس لها حد .

ألستم معى فى ذلك الى الان ؟

دعونى أخبركم أنه من الممكن ان نصل لمثل حالته وأفضل لنقوم بثورة التصحيح لكل ما سبق من حياتنا

كيف هذا ؟ لنتساءل

أقوى قوة يعرفها الانسان ، ما هى ؟

الله هو القوى ، وحده لا شريك له ......... مستنبط من قوة الله قوة أخرى تخصنا نحن البشر

قوة الايمان بالله ......... إن ملكتها تكن أقوى الناس ........ بل الكون كله يسخر لك بمشيئته وحده لا شريك له .

ألسنا خليفة الله فى الارض ؟

اذا ، يمنحنا الله قوة خارقة ، تسمى البصيرة ترجمتها الايمان بالله ....... كلما زادت هذه القوة لديك كلما ملكت تلك البصيرة الى أن تصل لدرجة عالية من اليقين فى كل الامور .

تصبح متصوفا ....... زاهدا ........ مكشوف عنك الحجاب كما يقولون ........ بل تصبح مؤمنا

وعلى يقين بان الذى يحى ويميت هو الله ..... ان الرزاق هو الله ....... الذى بيده المصائر هو الله

والذى بيده مقاليد كل شىء ( هداية – ضلال – سعادة – شقاء – موت – حياة – غنى – فقر ........ كل شىء ) هو الله وحده لا شريك له .

كيف لك اذا ان تقع تحت رحمة غيره ؟ كيف لك ان تشرك به شىء ؟ تخاف الناس وترهبهم والله أولى بان تخشاه ........ من الذى يجعلك جبانا ؟ ما الذى يجعلك تخشى المرض ؟ تخشى الفقر ؟ تخشى الفشل ...... وما نصر إلا من عند الله .


شجاعة تساوى قوة الايمان بالله ........ لانك لا تخشى أحدا غيره ، فهو الملك ليس سواه .

الخوف يساوى ضعف بالايمان ..... لانك تخشى من أمور ليست بيدك ولا بيد غيرك أى شىء لان تمنعها أو تمنحها بل بيد الخالق وحده .

لنرجع لقصتنا الاولى اذا ........ الرجل الذى علم بموته بعد أسابيع قليلة ....... بعد تأمل لكل الاخطاء الذى وقع فيها ....... قرر التصحيح لتيقنه بأهم حقيقة غفل عنها طوال مدة حياته كلها ، وعلم بها ذاك الوقت بعد تخلصه من الخوف على ما لا قيمة له .

أن الذى بيده أن يميته أو يحييه فى أى لحظة يشاء هو الله وحده ........ ماذا بعد الموت ؟

أعظم شىء ليست بيد أى أنسان بل بيد الله وحده ..... لنعبده اذا وحده ولا نشرك به شىء

لا نخشى أحدا سواه ....... لا نعمل حسابا لغيره ....... لا نلهث لارضاء غيره .

وقت معرفتك لتلك الحقيقة حق معرفتها ........ تملك الشجاعة التى ليس لها حد ، ملكت قوة الايمان بالله ، وقدرته حق تقدير ( وما قدروا الله حق قدره ) ....... تلك هى !

لتقوم بثورة التصحيح اذا قبل فوات الاوان .