مناظرة تلفزيونية بين مرشحين للرئاسة للمرة الاولى في تاريخ مصر
المرشحان عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح يتصافحان قبل بدء المناظرة
شهدت مصر مساء الخميس وللمرة الاولى في تاريخها، مناظرة تلفزيونية بين مرشحين للانتخابات الرئاسية التي ستجري الدورة الاولى منها في 23 و24 ايار/ مايو الجاري.
وواجه الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى المرشح الاسلامي المعتدل عبد المنعم أبو الفتوح في هذه المناظرة التي نظتمها محطتان تلفزيونيتان خاصتان.
وبدأت المناظرة في الساعة 20,00 (18,00 ت غ) واتخذ الحوار فيها احيانا طابعا حادا، اذ اتهم موسى ابو الفتوح بانه عمل لمصلحة جماعة هي الاخوان المسلمون وليس لمصلحة مصر كامة.
ومن جهته، ركز ابو الفتوح مرارا على الصلات بين موسى ونظام الرئيس السابق حسني مبارك، معتبرا انه غير قادر على تقديم حل ما دام جزءا من المشكلة.
وستنهي الانتخابات الرئاسية فترة انتقالية مضطربة استغرقت قرابة عام ونصف عام تولى خلالها المجلس العسكري السلطة في البلاد بعد انتفاضة شعبية اطاحت حسني مبارك وانهت حكمه الذي استمر 30 عاما.
وبحسب استطلاعات الرأي، فان عمرو موسى يحظى بأكبر نسبة تأييد يليه ابو الفتوح بينما يأتي اخر رئيس وزراء في عهد مبارك الفريق احمد شفيق بعدهما يليهم مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي والمرشح الناصري حمدين صباحي.
وتعهد المجلس العسكري الحاكم بتسليم السلطة إلى رئيس مدني منتخب في نهاية الشهر المقبل، أي بعد الجولة الثانية للانتخابات المحدد لها 16 و17 جزيران/يونيو.
وقال المذيع يسري فودة مستهلا المناظرة "لولا ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 ما كنا وصلنا إلى هذا الحدث في هذه الليلة".
وأضاف قائلا "هذه أمسية تاريخية أخذتنا إليها دماء الشهداء وأطراف المصابين (المبتورة) وعيونهم (المفقوءة) وحناجر كل من هتف بكلمة الحق في وجه سلطان جائر: عيش (خبز).. حرية.. عدالة اجتماعية. لهم نهديها ولوطن مازال مسخنا بالجراح".
وقال المتناظران إنهما سيعملان من اجل قيام نظام سياسي ديمقراطي لكن كلا منهما حاول الطعن في الآخر في شؤون دينية وسياسية. وسأل موسى أبو الفتوح: "قلت إن من حق المسلم أن يتحول إلى المسيحية فهل ما زال هذا تفكيرك؟".
وأجاب أبو الفتوح بأنه لم يقل ذلك بل تحدث عن آراء فقهاء قالوا إن المرتد عن الإسلام يستتاب لفترة طويلة من الوقت "قال البعض إنها يمكن أن تكون لنهاية عمره".
وأضاف قائلا "اؤكد بكل وضوح أنه لا يجوز أن ندغدغ عواطف الناس بالشعارات الدينية أو حتى الوطنية".
وتابع أنه لا يدعي أنه من رجال الدين وأن ما قاله كان نقلا عن فقهاء ولا يتمسك بأي منه.
ومن الممكن ألا تعجب إجابة أبو الفتوح بعض السلفيين الذين قالوا إنهم يؤيدون انتخابه. كما أن إجابته قد لا تعجب مسيحيين ممن يؤيدونهه لاعتراضهم على الحق في التحول من المسيحية الي الإسلام دون العكس.
وبحسب تفسير للشريعة الإسلامية يستتاب المرتد عن الإسلام حتى إن كان متحولا إلى دين سماوي آخر ثلاثة أيام فإن أصر على ارتداده يقتل.
وسأل أبو الفتوح موسى عن قوله قبل الانتفاضة إنه يؤيد انتخاب مبارك لفترة رئاسية جديدة فقال إنه أيد إعادة انتخاب الرئيس السابق في وقت كان مطروحا فيه توريث الحكم لابنه جمال "يعني كنا سنبقى 30 عاما إضافية (تحت حكم استبدادي)".
وأضاف أن مبارك لم يكن ليبقى طويلا في الحكم.