kanouz
علاج المشاعر السلبيه 25943140

kanouz
علاج المشاعر السلبيه 25943140

kanouz
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

kanouz


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
*اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين* *اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات* *اللهم ارزقني قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة* *اللهم ارزقني حسن الخاتمة* *اللهم ارزقني الموت وأنا ساجدة لك يا ارحم الراحمين* *اللهم ثبتني عند سؤال الملكين* *اللهم اجعل قبري روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار* *اللهم إني أعوذ بك من فتن الدنيا* *اللهم أني أعوذ بك من فتن الدنيا* *اللهم أني أعوذ بك من فتن الدنيا*

 

 علاج المشاعر السلبيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.همسة
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات



تاريخ التسجيل : 30/09/2009

علاج المشاعر السلبيه Empty
مُساهمةموضوع: علاج المشاعر السلبيه   علاج المشاعر السلبيه Emptyالأربعاء نوفمبر 11, 2009 4:16 pm

علاج المشاعر السلبية

ربما يكون من أكثر الكتب مبيعاً على
مستوى العالم اليوم ما يدور حول البرمجة اللغوية العصبية، ولو طالعنا هذه
الكتب أو بعضاً منها نلاحظ أن علماء هذه البرمجة يقترحون طريقة عملية
لعلاج الخلل في النفس البشرية، مثل الفشل والاكتئاب والمشاعر السلبية وغير
ذلك.

إن الطريقة الناجحة والأكثر استخداماً
من قبل المعالجين والمحاضرين هي أن يجلس الشخص الذي يعاني من مشاعر سلبية
ويضع ورقة وقلماً ويفكر بعدد من المشاعر السلبية الموجودة فيه، أو التي
يحس بها، ثم يكتب عدة مشاعر إيجابية يطمح إلى تحقيقها ويظن بأنها تحقق له
النجاح.

الآن يبدأ بالتفكير بما دوَّنه من
مشاعر سلبية وما تسببه له فيما لو استمر تفكيره على هذه الحال، يبدأ بتخيل
المواقف الصعبة التي سيمرّ بها فيما لو ظل الحال على ما هو عليه من
انفعالات سلبية وتصرفات قد تسيء له. يتصور نظرة المجتمع له وهو يحمل هذه
الاعتقادات والأحاسيس السلبية، يحاول أن يتخيل ردود أفعال المجتمع المحيط
به على ما يحمله من أفكار سلبية منفّرة.

بعد ذلك ينتقل إلى المشاعر الإيجابية
والأفكار التي يحلم أن يحملها والصفات التي يود أن يتحلى بها، يفكر
بنتائجها الإيجابية، يفكر بما ستقدمه له من استقرار نفسي وجسدي، ويتصور
الحالة التي سيكون عليها فيما لو تحلى بهذه الصفات الإيجابية.

يحاول أن يتخيل حجم الفوائد التي
سيجنيها من المشاعر الإيجابية وكيف ستتغير نظرة من حوله إليه، يتخيل مدى
محبة الآخرين له وكيف سيكسب احترامهم وتقديرهم وثقتهم به.

وفي هذه الحالة سوف تتفاعل هذه الأفكار
وتنفذ إلى العقل الباطن ويبدأ التغيير باتجاه الأفضل، فالنفس البشرية
بطبيعتها تميل إلى حب النجاح وحب الاستقرار وحب الأمل.

لماذا يختار المعالجون هذا الأسلوب؟
هذا سؤال لا بدّ منه، فعلماء البرمجة
اللغوية العصبية يفضلون هذا الأسلوب لعدة أسباب أهمها النتائج العجيبة
التي يقدمها، فقد ساهم هذا الأسلوب في علاج آلاف البشر وتحسين أدائهم
وساهم أيضاً في تحويلهم من أناس سلبيين لا يقدمون أي فائدة لأنفسهم أو
لمجتمعهم، حوّلهم إلى أناس إيجابيين امتلئوا بالأمل والمحبة، وأصبحوا
يحققون نجاحات مبهرة في حياتهم.

لقد درس علماء البرمجة الكثير من
الأناس الناجحين مادياً، فوجدوا أنهم يتبعون هذا الأسلوب في حياتهم،
فتجدهم يتخيلون النجاح الذي سيحققونه وما ينتج عنه من فوائد، ويتخيلون
بنفس الوقت الفشل وما ينتج عنه من عواقب، فتجدهم يبذلون جهداً مضاعفاً
لإبعاد أي فشل عنهم ولكسب النجاح باستمرار.

إن علماء النفس وجدوا أن الإنسان
يستجيب لأسلوب الثواب والعقاب. وأن طاقة الإنسان الكامنة كي تتحرر لا بدّ
من أهداف تضعها أمامها وتعمل على تحقيقها.

وباختصار فإن هذه الطريقة تعتمد على
تصور النواحي السلبية والنواحي الإيجابية في نفس الوقت، وترك النفس لتختار
الناحية الإيجابية وتتفاعل معها. ولكن ماذا عن كتاب الله تعالى؟


هل تحدث القرآن عن هذا الأسلوب؟
إن الذي يتأمل كتاب الله تعالى يلاحظ
أنه استخدم هذه الطريقة في علاج الفشل لدى البشر، وعلاج المشاعر السلبية
وتحويلها إلى مشاعر إيجابية. وهذا نجده في كل القرآن وليس في آية محددة.
وسوف نستعرض مثالاً من كتاب الله تعالى ونرى التفوق الكبير للقرآن على
العلم الحديث.

لقد قدّم لنا القرآن تصورات كثيرة
إيجابية وسلبية وعرضها أمامنا وكأننا نراها، ثم عرض لنا النتائج التي
تسببها ثم ترك لنا حرية الاختيار. حتى إننا لا نكاد نجد آية تتحدث عن
الجنة إلا ومعها آية تتحدث عن النار، ولا نكاد نجد آية تتحدث عن العمل
الصالح ومحاسنه، إلا وتليها آية تتحدث عن العمل السيئ وعواقبه وسلبياته.

كيف عالج القرآن الفشل واليأس؟
ماذا يمكن لإنسان فقد الأمل من كل شيء
أن يفعل؟ كيف يمكن له أن ينجح في الدنيا والآخرة؟ ينادي الله تعالى هؤلاء
اليائسين الذين أسرفوا على أنفسهم وارتكبوا المعاصي، يناديهم نداء مفعماً
بالرحمة، يقول تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ
يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) [الزمر: 53-54].

في هذا النداء يأمر الله هؤلاء
اليائسين بألا يفقدوا الأمل من رحمة الله تعالى، ويخبرهم بأن الذنوب
والفشل والمعاصي وكل أنواع الإسراف التي ارتكبوها فإن الله تعالى يمحوها
بلمح البصر بشرط أن يرجع الإنسان وينيب إلى الله تعالى بقلب سليم!

ثم يحذرهم من عذاب سيأتيهم إن لم
يفعلوا ذلك ويرجعوا إلى الله ويتوبوا إليه. إذن تأمل معي كيف جاءت الآية
الأولى بخبر إيجابي والآية الثانية جاءت بخبر سلبي، فالآية الأولى تتحدث
عن مغفرة الله ورحمته، وعدم اليأس: (لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ
اللَّهِ). أما الآية الثانية فتحذر من عواقب عدم الرجوع إلى الله وأن
العذاب سيأتي: (وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ
الْعَذَابُ).

ثم تأتي الآيات التالية لتصور لنا
نتائج الأعمال السلبية إذا بقينا عليها، وتأمرنا بتغييرها فوراً، يقول
تعالى: (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا
تَشْعُرُونَ) [الزمر: 55]. وتأمل معي أخي الحبيب الأمر الإيجابي
(وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) ويليه
مباشرة النتيجة السلبية المؤلمة لمن لا ينفذ الأمر الإلهي (مِنْ قَبْلِ
أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ).

ثم تأتي مرحلة التصور لنتائج الفعل
السلبي من خلال آيات مرعبة، تصور لنا هذه الآيات احتمالات متعددة لنتائج
سلبية مؤكدة الحدوث فيما لو لم نستجب للتغيير الإيجابي الذي يأمرنا القرآن
به، يقول تعالى: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ
فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ
لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ
حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ
الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا
وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ
تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ
فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر: 56-60].

وتتضمن هذه الآيات تصورات لما يمكن
حدوثه: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا): نتيجة سلبية تتضمن الحسرة
والندم. بتغييرها فوراً، (أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي):
نتيجة سلبية تتضمن أحلاماً لن تتحقق. (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى
الْعَذَابَ): نتيجة سلبية تتضمن تمنّي الرجوع إلى الماضي ولكن هيهات أن
يحدث ذلك.

ولكن ماذا يحدث لو استجبنا للبرمجة
القرآنية وطبقنا ما أمرنا الله تعالى به، انظر إلى الآية التالية التي
تصور لنا النتائج الإيجابية العظيمة في ذلك اليوم: (وَيُنَجِّي اللَّهُ
الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ) [الزمر: 61]. وتتضمن هذه الآية ثلاثة نجاحات متتالية:

1- النجاة من عذاب الله يوم القيامة: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ).
2- لن يكون هنالك أي أمر سيء في المستقبل: (لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ).
3- لن يكون هنالك أي حزن على ما مضى: (وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
إنه نصّ واحد يحوي كل هذه العجائب،
فكيف بنا لو أردنا أن نستخرج من القرآن جميع الآيات التي تسير وفق هذا
النظام الإلهي المحكم؟ إننا لن نحصي كل الآيات لأن القرآن مليء بالعجائب
والأسرار!

وملخص القول
يطمح العلماء اليوم وفي محاولات منهم
لإزالة المشاعر السلبية أن يجعلوا الشخص الذي يعاني من هذه المشاعر يتصور
احتمالات النتائج السلبية التي سيمر بها فيما لو ظل الحال على ما هو عليه،
وأن يتصور في نفس الوقت النتائج الإيجابية العظيمة التي سيجنيها فيما لو
غير هذه المشاعر باتجاه الأفضل، وهذه الطريقة قد أعطت نتائج عظيمة في علاج
المشاعر السلبية والتغيير نحو الأفضل.

إن القرآن العظيم استخدم هذه الطريقة
قبل أن يكتشفها العلماء بأربعة عشر قرناً، فنجد في كل نص من نصوصه تصويراً
دقيقاً للمشاعر السلبية وما قد تسببه في المستقبل، وبنفس الوقت يصور لنا
بدقة النواحي الإيجابية ونتائجها وفوائدها في الدنيا والآخرة.

وتأمل معي هذا التصوير الرائع الذي
يضعه القرآن أمامنا، وكيف يبين لنا النتيجة السلبية والنتيجة الإيجابية
ويقارن بينهما ثم يترك لنا حرية الاختيار: (أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ
خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [فصلت: 40]. هذا
سؤال ينبغي علينا أن نحضر الإجابة عنه منذ هذه اللحظة لكي ينجينا الله من
عذاب أليم. نسأل الله تعالى أن يجعل حياتنا كلها إيجابية وأن يعيننا على
تطبيق ما جاء في كتابه إنه على كل شيء قدير.


قوة الشخصية

يؤكد علماء البرمجة اللغوية العصبية أن
أهم شيء في قوة الشخصية هو عدم الخوف، أو ما يعبّر عنه بالثقة بالنفس.
ولكن كيف يمكن الحصول على شخصية لا تخاف؟ يعتبر العلماء أن أفضل طريقة
للقضاء على الخوف أن تواجه ما تخاف منه. فلا يمكن لإنسان أن يكون قوياً ما
لم يعالج ظاهرة الخوف عنده. والمشكلة أن المواجهة تتطلب شيئاً من القوة،
إذن العملية عكسية.

كذلك يؤكد العلماء على ضرورة أن يظهر
الإنسان بمظهر الإنسان الواثق من نفسه فلا يُظهر أية أحزان أو هموم أو
ضعف. لأن الظهور بمظهر الإنسان الحزين يعطي انطباعاً بالضعف لدى الآخرين.
إذن هنالك تأكيد من قبل العلماء على ضرورة عدم الخوف وعدم الحزن لتكسب
الشخصية القوية.

هذا ما يقوله العلماء، ولكنني كمؤمن
أعود دائماً إلى كتاب الله تعالى. فكثيرة هي الآيات التي تتحدث عن الخوف
ونجد تأكيداً من الله تعالى على أن المؤمن لا يخاف أبداً إلا من خالقه عز
وجل. يقول تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ *لَهُمُ
الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ
لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: 62-64].

والسؤال: لماذا تحدث الله عن الخوف
بصيغة الاسم (لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)، بينما تحدث عن الحزن بصيغة الفعل
(وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)؟ لنتأمل هذه الأشياء:

- الخوف هو رد فعل لا شعوري وبالتالي
ليس في تحكم الإنسان، فجميع الكائنات الحية تخاف فلذلك جاء بصيغة المصدر
(خوف). بينما الحزن هو تصرف شعوري وإرادي، ويمكن لإنسان أن يحزن وآخر ألا
يحزن عند نفس الظروف ولذلك جاء بصيغة الفعل (يحزنون).

- الآثار والنتائج التي يسببها الخوف أكبر من تلك التي يسببها الحزن، ولذلك قدَّم الله ذكر الخوف على ذكر الحزن في الآية الكريمة.
- الخوف يأتي من مصدر خارجي، لذلك جاءت
كلمة (عليهم) لتعبر عن المحيط الخارجي الذي يحيط بالإنسان. بينما الحزن
يأتي من مصدر داخل الإنسان ولذلك سبق هذا الفعل بكلمة (هم).

- لا خوف ...... عليهم : الخوف أولاً
ثم (عليهم). للدلالة على سرعة الشعور بالخوف، وهو أجزاء من الثانية. أي أن
الخوف هو عمل فجائي مباغت، وهذا ما يقوله العلم.

- ولا هم....... يحزنون : (هم) ثم
الحزن. للدلالة على أن الإنسان هو الذي يقوم بالحزن وهذا يستغرق زمناً قد
يمتد لساعات، أي أن الحزن لا يكون فجائياً.

- الخوف يكون من المستقبل بينما الحزن
يكون على شيء مضى أو يعيشه في نفس اللحظة، والمستقبل مجهول بينما الماضي
معلوم والإنسان يهتم بمعرفة المستقبل أكثر من الماضي لذلك جاء ذكر الخوف
أولاً ليطمئن المؤمن على مستقبله، ثم جاء ذكر الحزن ليطمئن المؤمن على
ماضيه وحاضره وبالتالي شمل جميع الأزمنة!

ولذلك أينما ذكر الخوف والحزن في
القرآن نجد الخوف يتقدم على الحزن لهذه الأسباب. حتى إن (الخوف) في القرآن
قد تكرر أكثر من (الحزن)، فسبحان الذي أحصى كل شيء عدداً.

إن المؤمن الذي يعود نفسه على الخوف من
الله تعالى، فلا يخاف أي شيء آخر. وإذا أردت أن تقضي على أي خوف مهما كان
كبيراً فما عليك إلا أن تستحضر عظمة الله وتتذكر قوته وعظمته وتقارن ذلك
بقوة الشخص الذي تخاف منه وحدوده، لتجد أن كل الدنيا لا تساوي شيئاً أمام
قوة الله تعالى. وهذه العقيدة ستجعل الإنسان أكثر قدرة على المواجهة
وبالتالي تجعله أكثر قدرة على درء المخاوف.

يقول علماء البرمجة اللغوية العصبية أن
هنالك طريقة مهمة لكسب شخصية قوية من خلال التأمل والتفكير والاسترخاء.
فيمكنك أن تجلس وتسترخي وتتذكر عواقب الخوف الذي تعاني منه، وبالمقابل
تتذكر فوائد قوة الشخصية وعدم الخوف، وهذا سيجعل عقلك الباطن أكثر ميولاً
لعدم الخوف، وبالتالي سوف تشعر بالقوة من دون أن تبذل أي جهد فيما بعد.

وهذا ما فعلته الآية الكريمة، فقد
تحدثت عن ضرورة عدم الخوف، وأعطتنا الطريق لذلك من خلال التقوى
(يَتَّقُونَ)، وصورت لنا بعد ذلك نتائج ذلك (لَهُمُ الْبُشْرَى). أي هنالك
حلول عملية يقدمها القرآن للقضاء على الخوف، فأنت عندما تكون تقياً فذلك
يعني أن علاقتك بالله تعالى ممتازة، ولذلك فسوف تحصل على القوة وتستمدها
من القوي سبحانه.

الحب والسيطرة
يتوهم كثير من الناس ويعتقدون أن
السيطرة على الآخرين إنما تكون بالعنف والقوة، وهذا النوع لا يحقق سوى
السيطرة الظاهرية. ففي وجودك تجد الآخرين يحترمونك أو يخافون منك، ولكن
بمجرد أن تغيب يحتقرونك. وهذه سيطرة سلبية لأنها لا تحقق أي نتيجة، بل
نتائجها ضارة.

وهنالك سيطرة أكبر بكثير هي السيطرة
على القلوب! ولا يمكن أن تحصل على هذا النوع إلا بالمحبة، وأن تجعل
الآخرين يطيعونك بمحض إرادتهم وبكل طواعية وانقياد. وهذا ما تمتع به النبي
الكريم عليه الصلاة والسلام، فقد ملك القلوب والعقول، ولكن كيف ذلك؟

يقول علماء البرمجة اللغوية العصبية من
أهم صفات القائد الناجح أن تهتم بمن حولك، وأن تتعلم كيف تصغي لهمومهم
ومشاكلهم، وهذه تكسبك قوة واحتراماً في قلوب هؤلاء. كذلك يجب عليك أن
تتعلم كيف تتغلب على الانفعالات، فالتسرع والتهور لا يعطيان نتيجة إيجابية.

ويقول العلماء إن أفضل طريقة للقضاء
على التسرع أو الانفعال أن تكون متسامحاً، ولذلك يقول تعالى: (فَمَنْ
عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ
الظَّالِمِينَ) [الشورى: 40]، ويقول أيضاً: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ
إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [الشورى: 43]. أي أن الصبر والعفو
والتسامح، هو من الأشياء التي تعطي قوة في العزيمة وهذا ما ينعكس على قوة
الشخصية.

كذلك هنالك صفة مهمة وضرورية لتكون
شخصيتك قوية وهي أن تتعلم كيف تكسب ثقة الآخرين، وهذا يمكن تحقيقه بسهولة
بمجرد أن تكون صادقاً، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].

فالصدق يجعل الناس أكثر احتراماً لك،
ولكن هنالك فرق بين أن تكون صادقاً لأجل الناس، أو تكون صادقاً لأجل الله
تعالى. ففي الحالة الأولى لا تكسب أي أجر في الآخرة لأنك تكون قد أخذت
ثواب عملك في الدنيا من احترام الناس وتقديرهم لك وتعاملهم معك وثقتهم بك.

أما إذا كان صدقك من أجل الله، فإنك
تكسب أجر الدنيا وأجر الآخرة، في الدنيا تكسب الاحترام والثقة والمحبة،
وفي الآخرة تكسب الأجر العظيم فتكون مع الأنبياء والصدّيقين والصالحين.

القدرة على التحكم بالعواطف
إذا أردت أن تكون قوياً في أعين الناس،
فيجب أن تنطلق القوة من داخلك! وهذا يعني أن القوة تسكن في أعماق الإنسان،
أي في عقله الباطن، فإذا ما تمكنت من إعادة برمجة هذا العقل الخفي،
ودرّبته جيداً فسوف تكون إرادتك قويه وقراراتك حاسمة وبالتالي تمتلك شخصية
مميزة، ولكن كيف نبرمج العقل الباطن وهو جزء لا شعوري لا نعرفه ولا نحسّ
به ولا نراه؟

هنالك أمر اسمه التكرار والإصرار
والمتابعة، فعندما تكرر أمراً ما وتعتقد بصحته وتستمر على ذلك لفترة من
الزمن، فإن العقل الباطن سيستجيب لهذا الأمر ويعتقد به. وقد وجدتُ أن أفضل
طريقة لإعادة برمجة العقل الباطن هي أن تتم برمجته على تعاليم القرآن
الكريم، وهكذا كان النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام (كان خُلُقُهُ
القرآن).

إن عملية حفظ القرآن تتم أثناء تكرار
الآيات لمرات عديدة، هذا التكرار له أثر على العقل الباطن، وبخاصة إذا
كانت عملية الحفظ مترافقة بالفهم والتدبر والتأمل. فعندما نحفظ قوله
تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا)
[فاطر: 10]. هذه الكلمات عندما نكررها مراراً ونحاول أن نعتقد بها فإن
النتيجة ستكون أن عقلنا الباطن سيوقن بأن القوة والعزة والكرامة لا يمكن
أن تكون خارج كتاب الله، ولا يمكن لإنسان أن يكون عزيزاً وقوياً إلا
بمرضاة الله تعالى.

فالعزة لله ونحن نستمد العزة منه،
ولذلك وبعدما تنطبع هذه الآية في العقل الباطن، فإن سلوكنا سيتغير
بالكامل، لن يكون هنالك أي خوف من أي مخلوق، لأننا سندرك أن العزة والقوة
لن تكون إلا مع الله، وبما أننا نعيش مع الله تعالى بكل أحاسيسنا وعواطفنا
فهذه هي القوة الحقيقية.

إن الحياة عبارة عن مجموعة من
المواجهات، قد تكون ناجحة أو تكون فاشلة. ويكفي أن تحس بالانتصار في كل
مواجهة حتى يتحقق ذلك الانتصار، ولذلك عندما نقرأ قوله تعالى: (إِنْ
يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ
ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران: 160]، فإن ثقة عظيمة تتولد في داخلنا بشرط أن
نثق بهذا الكلام وندرك أن الله سيعيننا ويكون بجانبنا في مواجهة أي مشكلة،
فقد تكون مشاكل الحياة أكثر صعوبة من المعارك والحروب!!

والعجيب في هذه الآية أنها صورت لنا
جانبين: إيجابي وسلبي والطريقة العملية لتحقيق الجانب الإيجابي. فهنالك
نصر وهنالك خذلان وكلاهما بأمر الله وإرادته، فإذا توكلت على الله أي
اعتمدت عليه وسلّمته شأنك وأيقنت بأن الله قادر على كل شيء، فإن الله
سينصرك وسيحلّ لك مشاكلك، وهذه الثقة تشكل كما يقول العلماء نصف الحلّ!!

أدرك قوتك الحقيقة
يعتقد العلماء أن القوى الموجودة في
الإنسان كبيرة وهائلة، ولا نستخدم منها إلا أقل من 5 بالمئة! فكل إنسان
لديه قوة التأثير، ولديه قوة الإرادة ولديه قوة التركيز والتفكير ولديه
كمية كبيرة من الذكاء، ولكنه نادراً ما يستخدمها. إذن يجب علينا أن نتعلم
كيف نحرر ونطلق هذه القوى ونستفيد منها.

فإذا أردت أن تكون قوي الشخصية فيجب
عليك أن تعتقد أن شخصيتك قوية بما فيه الكفاية لمواجهة أي مشكلة أو أزمة
بثقة ونجاح. لذلك يجب أن تتعرف على هذه القوى وتتعلم كيف تستثمرها بنجاح.
ويمكنك ذلك من خلال دراسة سير بعض الناجحين في الحياة، وتعتقد أنه بإمكانك
أن تكون مثلهم.

أذكر منذ سنوات وأنا في الجامعة وقد
كُلفتُ بإلقاء محاضرة بسيطة لمدة ربع ساعة، وقد كان اعتقادي أنني سأواجه
صعوبات في ذلك، وعندما حان موعد المحاضرة وجدت نفسي أتحدث عدة جمل ثم
اختلطت الأفكار عندي ولم أعد أعرف كيف أكمل أو كيف أنهي هذه المحاضرة، مع
العلم أن حجم المعلومات التي حضرتها كان كبيراً جداً، وقد فشلت المحاضرة.

ولكن بعد ذلك "وبعدما تطورت معرفتي
بنفسي" طُلب مني أن أقوم بشرح نظريتي في الإعجاز الرقمي، وذلك من أجل
إعداد فيلم عن هذا الموضوع، ومع أن هذا الفيلم سيُعرض على لجان علمية
وشرعية وهو على قدر من الأهمية، والمنطق يفرض أن أكون أكثر ارتباكاً من
المحاضرة التي ألقيتها أمام زملائي وفي جو مريح.

ولكن هذه المرة قمت بعمل جديد، فقد
أقنعتُ نفسي أنه باستطاعتي أن ألقي محاضرة طويلة وأتحدث فيها عن أشياء
مهمة وأن هذا الأمر سهل جداً بالنسبة لي، وكانت النتيجة أن لساني انطلق
بشكل مذهل ولم أحس بالوقت مع أن المحاضرة استمرت أكثر من ساعتين!!

إذن لم يتغير شيء سوى أنني أدركت أن
القوى موجودة في داخلي وتحتاج لمن يحررها وأن باستطاعتي أن أقوم بأي عمل
يقوم به شخص آخر. وبعبارة أخرى ولكي نتمكن من القيام بأي عمل مهما كان
صعباً فما علينا إلا أن نظن ونعتقد ونوقن أنه باستطاعتنا أن نقوم بهذا
العمل، وسوف ننجح في ذلك.

قوة اللغة
إن اللغة هي الوسيلة الأساسية للاتصال
بالآخرين والتأثير عليهم. ولذلك فهي جزء مهم من قوة الشخصية. وفي علم
البرمجة اللغوية العصبية تلعب اللغة دوراً كبيراً في إعادة برمجة
المعتقدات والأفكار.

وقد يعاني كثير من الناس من مشكلة
التعبير بدقة عما يريدون. فقد تجد شخصاً لديه أفكار كثيرة ولكنه عندما
يريد أن يتكلم لا يعرف ما يجب أن يتكلم به، أو ربما ينسى ما يريد قوله أو
يتردد في هذا القول، فما هي الطريقة المناسبة للتغلب على هذه الصعوبة
والتي تضعف من الشخصية والتأثير على الآخرين.

بعد تجربة طويلة مررت بها لم يكن
باستطاعتي التعبير عما أريد، وغالباً ما كنت أتردد في قول العبارات
الكثيرة، وأحياناً أرتبك في بعض المواقف. وعندها لم أجد حلاً مناسباً على
الرغم من أنني قرأت العديد من كتب علم النفس. لقد وجدتُ طريقة رائعة
لامتلاك اللغة السليمة والقوية وهي حفظ القرآن الكريم.

فقد بدأتُ ألاحظ على نفسي وأنا أحفظ
القرآن وأكرر آياته أن لساني أصبح أكثر مرونة وأكثر تعبيراً. فالقرآن
يكسبك قوة هائلة في التعبير عما تريد، فالله تعالى هو القائل: (إِنَّ
هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9]. إذن
القرآن يقوّم أي خلل تعاني منه، وهذا الكلام عن تجربة مؤكدة.

وأنا أظن بأن البرمجة التي فطر الله
الناس عليها موجودة في القرآن الكريم، فقراءتك للقرآن وحفظك له يعني أنك
تعيد تشكيل وبناء وبرمجة دماغك للحدود الطبيعية التي خلقك الله عليها،
وإذا سألت أي إنسان يحفظ القرآن يستطيع أن يخبرك الشيء ذاته.

والآن أخي القارئ
كما تلاحظ لا يوجد شيء اكتشفه العلماء
حول قوة الشخصية إلا وقد سبقهم القرآن إلى ذكره، ولذلك فإذا أردت أن تحصل
على أفضل شخصية فما عليك إلا أن تقرأ القرآن بتدبّر، وتعمل بما قرأت، وهذه
هي أقصر طريق لتحظى بسعادة الدنيا والآخرة.

ويمكن أن ننظر إلى الشخصية مثل كائن حي
يتطور ويتغير ولذلك يجب أن نغيره باتجاه الأفضل، ويجب أن تعلم أن التغيير
يبدأ من الداخل، وعليك أن تحفظ قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ
مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ


علاج التردد والإحساس بالذنب
يؤكد علماء البرمجة اللغوية العصبية
على أهمية أن تنظر لجميع المشاكل التي تحدث معك على أنها قابلة للحل، بل
يجب عليك أن تستثمر أي مشكلة سليبة في حياتك لتجعل منها شيئاً إيجابياً.
وقد دلَّت الأبحاث الجديدة على أن الإنسان عندما ينظر إلى الشيء السلبي
على أنه من الممكن أن يكون إيجابياً مفيداً وفعَّالاً، فإنه سيكون هكذا
بالفعل.

إن كل واحد منا يتعرّض في حياته لبعض
المنغصات أو المشاكل أو الهموم أو الأحداث، وكلما كانت قدرة الإنسان أكبر
على تحويل السلبيات إلى إيجابيات، كان هذا الإنسان قادراً على التغلب على
التردد والخوف وعقدة الإحساس بالذنب.

إذن أهم عمل يمكن أن تحول به الشرّ إلى
خير هو أن تنظر إلى الأشياء السلبية بمنظار إيجابي، وهذا ما فعله القرآن
عندما أكد لنا أن الأشياء التي نظنها شراً قد يكون من ورائها الخير
الكثير، وهذه قمة الإيجابية في التعامل مع الأحداث، يقول تعالى: (وَعَسَى
أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا
شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216].

إن هذه الآية تمثل سبقاً علمياً في علم
البرمجة اللغوية العصبية، لأنها بمجرد أن نطبقها سوف تحدث تأثيراً عجيباً
إيجابياً ينعكس على حياتنا النفسية بشكل كامل، وهذا – أخي القارئ – ما
جرّبته لسنوات طويلة حتى أصبحت هذه الآية تشكل عقيدة راسخة أمارسها كل
يوم، وأنصحك بذلك!

علاج الاكتئاب
يقول علماء النفس: إن أفضل طريقة لعلاج
الكثير من الأمراض النفسية وبخاصة الاكتئاب أن تكون ثقتك بالشفاء عالية
جداً، حتى تصبح على يقين تام بأنك ستتحسن، وسوف تتحسن بالفعل. وقد حاول
العلماء إيجاد طرق لزرع الثقة في نفوس مرضاهم، ولكن لم يجدوا إلا طريقة
واحدة فعالة وهي أن يزرعوا الثقة بالطبيب المعالج.

فالمريض الذي يثق بطبيبه ثقة تامة، سوف
يحصل على نتائج أفضل بكثير من ذلك المريض الذي لا يثق بطبيبه. وهذا ما
فعله القرآن مع فارق واحد وهو أن الطبيب في القرآن هو الله سبحانه
وتعالى!!! ولذلك فإن الله هو من أصابك بهذا الخلل النفسي وهو القادر على
أن يصرف عنك هذا الضرّ، بل وقادر على أن يبدله بالخير الكثير، يقول تعالى:
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ
وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ
يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس: 107].

لقد كانت هذه الآية تصنع العجائب معي
في أصعب الظروف، فكلما مررتُ بظرف صعب تذكرتُ على الفور هذه الآية،
واستيقنتُ بأن الحالة التي أعاني منها إنما هي بأمر من الله تعالى، وأن
الله هو القادر على أن يحول الضرّ إلى خير، ولن يستطيع أحد أن يمنع عني
الخير، فيطمئن قلبي وأتحول من حالة شديدة مليئة بالاكتئاب إلى حالة
روحانية مليئة بالسرور والتفاؤل، وبخاصة عندما أعلم أن الظروف السيئة هي
بتقدير الله تعالى، فأرضى بها لأنني أحبّ الله وأحبّ أي شيء يقدّره الله
عليّ.

وسؤالي لك أخي الكريم: ألا ترضى أن
يكون الله هو طبيبك وهو مصدر الخير وهو المتصرّف في حياتك كلها؟ فإذا ما
عشتَ مع الله فهل تتخيل أن أحداً يستطيع أن يضرك والله معك!

علاج الإحباط
ما أكثر الأحداث والمشاكل التي تعصف
بإنسان اليوم، فتجد أنواعاً من الإحباط تتسرّب إليه نتيجة عدم تحقق ما
يطمح إليه. فالإحباط هو حالة يمر فيها الإنسان عندما يفشل في تحقيق عمل
ما، في حال زاد الإحباط عن حدود معينة ينقلب إلى مرض صعب العلاج.

ولو بحثنا بين أساليب العلاج الحديثة
نجد علاجاً يقترحه الدكتور "أنتوني روبينز" الذي يعتبر من أشهر المدربين
في البرمجة اللغوية العصبية، حيث يؤكد هذا الباحث أن الحالة النفسية تؤثر
على وضعية الجسم وحركاته ومظهره. ولذلك فإن الإنسان المصاب بدرجة ما من
الإحباط تجد الحزن يظهر عليه وتجده يتنفس بصعوبة ويتحدث ببطء ويظهر عليه
أيضاً الهمّ والضيق.

ولذلك يقترح روبينز أن تتظاهر بالفرح
والسرور وستجد الفرح يغمرك شيئاً فشيئاً. بل إن أفضل حالة هي تلك التي
تسلم نفسك لقدرها وتنسى همومك وتعيش في حالة من التأمل والروحانية، وهذا
ما أمرنا القرآن به بقوله تعالى: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ
وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى
اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [لقمان: 22].

علاج الانفعالات
تخبرنا الإحصائيات أنه يموت أكثر من
300 ألف إنسان كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية فقط. وهؤلاء يموتون
موتاً مفاجئاً بالجلطة القلبية. وتؤكد الأبحاث أن الغضب والانفعال هو
السبب الرئيسي في الكثير من أمراض القلب وضغط الدم والتوتر النفسي.

ولكن كيف يقترح العلماء علاج هذه
المشكلة التي هي من أصعب المشاكل التي يعاني منها كل إنسان تقريباً؟ إنهم
يؤكدون على أهمية التأمل والاسترخاء ويؤكدون أحياناً على أهمية الابتعاد
عن مصدر الغضب والانفعالات، وبعض الباحثين يرى أن علاج الغضب يكون
بالتدريب على ألا تغضب!

ولكنني وجدتُ كتاب الله تعالى قد سبق
هؤلاء العلماء إلى الحديث عن علاج لهذه المشكلة. فكل إنسان يغضب تتسرع
دقات قلبه ويزداد ضغط الدم لديه، ولذلك يؤكد القرآن على أهمية أن تجعل
قلبك مرتاحاً ومطمئناً وتبعد عنه أي قلق أو توتر أو تسرع في دقاته أو
ازدياد في كمية الدم التي يضخها القلب. ولكن كيف نحصل على هذا الاطمئنان؟

إنه أمر بغاية السهولة، فمهما كنتَ
منفعلاً أو غاضباً أو متوتراً يكفي أن تذكر الله وتستحضر عظمة الخالق
تبارك وتعالى فتستصغر بذلك الشيء الذي انفعلت لأجله، ولذلك يقول تعالى عن
صفة مهمة يجب أن يتحلى بها كل مؤمن: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ
قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ
الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].

علاج الخوف من المستقبل
هنالك مشكلة يعاني منها كل واحد منا
تقريباً وهي الخوف من "المستقبل المادي" إن صحّ التعبير، وهي أن يخاف
أحدنا أن يُفصل من وظيفته فيجد نفسه فجأة دون أي راتب أو مال. أو يخاف
أحدنا أن يخسر ما لديه من أموال فينقلب من الغنى إلى الفقر، أو يخشى أحدنا
أن تتناقص الأموال بين يديه بسبب ارتفاع الأسعار أو نقصان الرزق أو
الخسارة في تجارة ما .... وهكذا.

إن هذه المشكلة يعاني منها الكثير، وقد
كنتُ واحداً من هؤلاء، وأتذكر عندما يقترب موعد دفع أجور المنزل الذي كنتُ
أقيم فيه ولا أجد أي مال معي، فكنتُ أعاني من قلق وخوف من المستقبل وكان
هذا الأمر يشغل جزءاً كبيراً من وقتي فأخسر الكثير من الوقت في أمور لا
أستفيد منها وهي التفكير بالمشكلة دون جدوى.

ولكن وبسبب قراءتي لكتاب الله وتذكّري
لكثير من آياته التي تؤكد على أن الله هو من سيرزقني وهو من سيحلّ لي هذه
المشكلة فكانت النتيجة أنه عندما يأتي موعد الدفع تأتيني بعض الأموال من
طريق لم أكن أتوقعها فأجد المشكلة وقد حُلّت بل وأجد فائضاً من المال،
فأحمد الله تعالى وأنقلب من الإحساس بالخوف من المستقبل إلى الإحساس بأنه
لا توجد أي مشكلة مستقبلية لأن الله هو من سيرزقني فلم أعد أفكر كثيراً
بالأسباب، لأن المسبب سبحانه وتعالى موجود.

وهكذا أصبح لدي الكثير من الوقت
الفعّال لأستثمره في قراءة القرآن أو الاطلاع على جديد العلم أو الكتابة
والتأليف. ولذلك أنصحك أخي القارئ كلما مررت بمشكلة من هذا النوع أن تتذكر
قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ
يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت: 60].

علاج حالات اليأس وفقدان الأمل
هنالك مشاكل يعتقد الكثير من الناس
أنها غير قابلة للحل، وأهمها المشاكل الاقتصادية والمادية، وهذه المشاكل
يعاني منها معظم الناس وتسبب الكثير من الإحباط والتوتر والخوف من
المستقبل. ولو سألنا أكبر علماء النفس والبرمجة اللغوية العصبية عن أفضل
علاج لهذه المشكلة نجدهم يُجمعون على شيء واحد وهو الأمل!

إن فقدان الأمل يسبب الكثير من الأمراض
أهمها الإحباط، بالإضافة إلى أن فقدان الأمل سيعطل أي نجاح محتمل أمامك.
فكم من إنسان فشل عدة مرات ثم كانت هذه التجارب الفاشلة سبباً في تجربة
ناجحة عوّضته عما سبق، لأنه لم يفقد الأمل من حل المشكلة.

وكم من إنسان عانى من الفقر طويلاً
ولكنه بقي يعتقد بأن هذه المشكلة قابلة للحل، فتحقق الحل بالفعل وأصبح من
الأغنياء بسبب أساسي وهو الأمل.

إن ما يتحدث عنه العلماء اليوم من
ضرورة التمسك بالأمل وعدم اليأس هو ما حدثنا القرآن عنه بل وأمرنا به،
والعجيب أن القرآن جعل من اليأس كفراً!! وذلك ليبعدنا عن أي يأس أو فقدان
للأمل، ولذلك يقول سبحانه وتعالى: (وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ
إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ
الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87].



قوة التغيير

منذ سنوات طويلة وأنا أحلم بأن أغير
أشياء كثيرة في حياتي، ولكن المحاولات كانت تبوء بالفشل، فأجد أن الأوضاع
تبقى على حالها، وذلك حتى حدث شيء مهم قلب الأمور رأساً على عقب، إنه
القرآن الكريم.

فقبل عشرين عاماً بدأتُ أتعلّق بهذا
الكتاب العظيم – كتاب الله – وبدأتُ أكتشف أشياء مذهلة لم أكن أعلمها من
قبل. وربما يكون الشيء الأهم الذي أحدَثَه القرآن هو إيقاظ قوة التغيير
بداخلي، هذه القوة التي بقيت مختفية ونائمة حتى جاءت كلمات القرآن لتوقظها
فتبدأ بممارسة نشاطها.

إنها قوة عملاقة تكمن في داخل كل منا،
يمكن أن أسميها لك أخي القارئ "قوة التغيير". هذه القوة هي التي تجعل
الإنسان غنياً وتجعل إنساناً آخر مبدعأً وتجعل بعض الناس قادة أو فنانين
أو علماء. وسوف أحاول أن آخذكم معي في رحلة إلى الأعماق حيث تسكن هذه
القوة فلا نراها، ولكن يمكننا أن نتسلل إليها ونستثمرها بالشكل الأمثل.

قوة التغيير في داخلك!
في البداية أود أن أخبركم بأن هذه
القوة موجودة في كل واحد منا، وهي تنتظرك حتى توقظها من رقادها، لتستمتع
بالحياة وتعيش وكأنك ولدتَ من جديد. ولكن هنالك بعض الحواجز التي تغلف هذه
القوة وتمنعك من الوصول إليها، فما هو الحل؟

أولاً يجب أن تعلم بوجود قوة التغيير
في أعماقك، وأن تثق ثقة مطلقة بأنك ستصل إلى هذه القوة. وتكون بذلك قد
قطعت نصف الطريق نحو التغيير. ويمكنك الحصول على هذه الثقة بأن تقنع نفسك
بأنك ستتغير لأن الله يطلب منك ذلك وأسرتك تطلب منك ذلك والحياة تطلب منك
ذلك!

فالله تعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ لَا
يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد:
11]. إذن هناك تغيير يجب أن يبدأ من داخل النفس، وسوف يؤدي ذلك إلى تغيير
في الظروف المحيطة بك، وهذا الكلام كلام الله تعالى يجب أن نثق به.

لو تأملتَ كل شيء من حولك تجد أنه في
حالة تغير دائم، الماء الذي تشربه، الطعام الذي تأكله، اللباس الذي تلبسه،
حتى الناس من حولك يتغيرون، فلماذا تبقى على حالك، لابد من اتخاذ إجراء
يضمن لك السعادة في الدنيا والآخرة.

أخي .. أختي ... في اللحظة التي تنوي
فيها التغيير سوف تجد أن الله معك فهو القائل: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا
فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ
الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69]. تأمل معي هذه الآية كم تعطيك من قوة
لتغير نفسك باتجاه الأفضل وبالاتجاه الذي يُرضي الله تعالى عنك، لأن
الجهاد المقصود في الآية هو جهاد النفس وجهاد العلم وجهاد الدعوة إلى الله
وجهاد الصبر على أذى الآخرين ... لأن هذه الآية نزلت في مكة ولم يكن
الجهاد بالسيف قد فُرض، ولذلك هي تتحدث عن تغيير ينبغي عليك أن تقوم به في
نفسك أولاً ثم في غيرك.

تقنيات التغيير الناجح
إن السبب الرئيس في أن كثيراً من الناس
لا يتغيرون هو أنهم لم يدركوا شيئاً عن قوة التغيير في أعماقهم، ولذلك
تجدهم يبقون على ما هم عليه، ويمكنني أن أخبرك سراً أخي القارئ وهو أن
معظم الإبداعات التي حققتها في حياتي كانت بعد قراءة أسرار هذا التغيير
وتطبيق تقنياته.

إذن هنالك تقنيات لابد من تعلمها بل
وممارستها لتحصل على أعلى النتائج، فأهم شيء هو أن تعيد برمجة نفسك من
جديد. فكل واحد منا تعود في حياته على برنامج محدد، وغالباً ما كان هذا
البرنامج يتحكم في ماضينا وحاضرنا، ولكن هل يمكن أن نقوم بإعداد برنامج
جديد نتحكم نحن من خلاله بمستقبلنا؟

أهم تقنية في التغيير هي أن تدرك أن
هذا التغيير لن يحدث إلا بأمر من الله تعالى! وتأمل معي هذه الكلمات
الإلهية الرائعة: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ
اللَّهِ) [يونس: 100]. فاطلب الإذن من الله تعالى في أن يهديك إلى أقصر
طرق التغيير، فهو الذي خلقك وهو أعلم بما يصلحك، وهو أعلم بمستقبلك منك.
عندما تفعل ذلك ستحسّ بقوة عظيمة تتولد في نفسك لأن الذي تلجأ إليه هو
أعظم شيء على الإطلاق فأنت تستمد قوتك منه سبحانه وتعالى، فممن تخاف بعد
ذلك؟

الشيء الثاني يجب عليك أن تستفيد من
تجارب غيرك وأخطائهم، ويمكنك أن تمارس هذه التقنية بمراقبة تصرفات الآخرين
ومدى فشل أو نجاح هذه التصرفات، أي أن تكسب خبرة من تجارب غيرك، وهذا هو
الإنسان الذكي الذي يشبه التاجر الناجح لا يخسر شيئاً، بل تجده في حالة
ربح دائم، فعليك أن تراقب جيداً وتحلل وتستخلص العبر.

حاول أن تتخذ القرار الصحيح، بالتوكل
على الله فهو القائل: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159]. فمع هذا التوكل
صدقني لن تتخذ قراراً واحداً خطأ، بل ستجد جميع قراراتك صحيحة، وتحقق لك
النجاح، لأن الله تعالى هو من أرشدك إليها فالذي يعتمد على الله ويتوكل
عليه يكفيه الله ويلهمه القرار الصحيح، فهو القائل: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ
عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3]، أي هو يكفيه ولا حاجة أن
تعتمد على غيره!

إن اتخاذك للقرارات الصحيحة سيقوي ثقتك
في نفسك أكثر وستشعر بالنجاح والقوة بعد كل قرار صحيح. ثم تحسّ بأنك بدأت
تسيطر على حياتك شيئاً فشيئاً، وستشعر بأنك بدأتَ تسيطر على عملية التغيير
وأنه بإمكانك أن تطور نفسك نحو الأفضل.

هنالك تقنية هامة جداً وهي أن تفكر
طويلاً وتقارن بين ما سيكون وضعك عليه إذا ظللتَ على حالك، وكيف سيكون
وضعك فيما لو تغيرت أو قررت التغيير! تقارن مثلاً بين الحياة التعيسة التي
تعيشها وبين الحياة السعيدة التي سيمنحها لك التغيير!

إن هذه المقارنة ضرورية جداً لتعطيك
دافعاً مهماً في التغيير، ونتذكر بأن القرآن مليء بالمقارنات، مثلاً يقول
تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا
يَعْلَمُونَ؟) [الزمر: 9]. إن أسلوب المقارنة يثير في النفس البشرية حب
التغيير نحو الأفضل، ولكن لا تستعجل التغيير فأهم تقنية في التغيير هي
الصبر، واستمع معي إلى هذه الكلمات التي قالها موسى لقومه في أصعب الظروف
التي مرت بهم: (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ
وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الأعراف: 128]. إذن التغيير
قادم ولكن عليكم أن تلجأوا إلى الله وتستعينوا به وتتوكلوا عليه، وتصبروا،
فإن الله سيعطيكم كل شيء ترغبون به.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
علاج المشاعر السلبيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عندما تموت المشاعر
» **شظايا الحروف وحافية المشاعر**
» ما هذا الجمال الذي يثير المشاعر
» ما أحسن المشاعر المبكيه للأطفال
» علاج الشعر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
kanouz :: قسم الأسرة :: منتدي\ قسم التنمية البشرية-
انتقل الى: