فتِشات, وطلاسم, وسِحْر
المفهوم عن دخول الروح نحو غرض جماد, أو حيوان, أو كائن إنساني, هو اعتقاد قديم جداً ومُشَّرَف, ساد منذ بداية تطور الدِين. هذا المذهب عن الامتلاك بروح لا شيء أكثر أو أقل من فتِشية. الهمجي لا يعبد بالضرورة الفتِش؛ هو منطقياً جداً عبَد ووَّقر الروح الساكنة فيه
عند الأول, كانت روح الفتِش يُعتقـَد لتكون شبح إنسان ميت؛ فيما بعد, كانت الأرواح الأعلى مُفترض لتقيم في فتِشات. وهكذا ضم طقس الفتِش في النتيجة كل الأفكار البدائية عن أشباح, ونفوس, وأرواح, وامتلاك بعفريت
[*]اعتقاد في فتِشات
أراد الإنسان البدائي ليجعل دائماً أي شيء فائق عن الاعتيادي نحو فتِش؛ لذلك أعطت الصدفة أصلاً إلى كثرة. يمرض رجل, يحدث شيء ما, ويتحسن. ذات الشيء صحيح عن شهرة أدوية كثيرة والأساليب الصدفية لمعالجة مرض. كانت أغراض ذات علاقة مع أحلام لتكون على الأرجح مُحَّولة نحو فتِشات. أصبحت براكين فتِشات, لكن ليس الجبال؛ مذنبات, لكن ليس النجوم. اعتبر الإنسان الباكر الشهاب والنيازك كمشيرة للوصول على الأرض لأرواح زائرة خاصة
كانت الفتِشات الأولى حُصى مدموغة خصيصاً, و "حجارة مقدسة" قد نـُشدت منذ ذاك بالإنسان؛ كانت مسبحة الخرز مرة مجموعة من حجارة مقدسة, بطارية طلاسم. كانت قبائل كثيرة لديها حجارة فتِشية, لكن قلة تخلفت مثل الكعبة وحجر سكوون. كانت النار والماء كذلك بين الفتِشات المبكرة, ولا تزال عبادة النار تتخلف, سوية مع الاعتقاد في ماء مقدس
كانت فتِشات الشجرة ذات نشوء متأخر, لكن بين بعض القبائل أدّى التشبث بعبادة الطبيعة إلى الاعتقاد في تعويذات مسكونة بنوع ما من روح طبيعة. عندما أصبحت نباتات وأثمار فتِشات, كانت كذلك مُحَّرمة كطعام. كانت التفاحة بين الأوائل لتقع في هذه الفصيلة؛ لم تؤكل أبداً بشعوب الشرق الأدنى
إذا حيوان أكل جسد إنساني, أصبح فتِشاً. في هذه الطريقة أتى الكلب ليكون الحيوان المقدس للبارسيين. إذا كان الفتِش حيواناً والشبح دائم الإقامة فيه, عندئذٍ قد تصطدم الفتِشية على التقمص. في طرق كثيرة حسد الهمجيون الحيوانات؛ هم لم يشعروا بأنهم فائقون عليها وكانوا غالباً يُسَّموا على أسماء وحوشهم المفضلة
عندما أصبحت حيوانات فتِشات, هناك نشأت المحرمات على أكل جسد الحيوان الفتِش. أصبحت باكراً السعادين والقردة حيوانات فتِشية, بسبب تشابهها للإنسان؛ فيما بعد, كانت كذلك تـُعتبَر الحيات, والطيور, والخنازير بالمشابهة. عند وقت ما كانت البقرة فتِش, الحليب كائن مُحَّرَم بينما كانت مبرزات الجسم تُعتبَر بعلو. كانت الأفعى موقرة في فلسطين, خاصة بالفينيقيين, الذين سوية مع اليهود, اعتبروها لتكون لسان حال الأرواح الشريرة. حتى حديثين كثيرين يعتقدون في القدرات التعويذية للزواحف. كانت الأفعى موَّقرة من العربية واستمراراً خلال الهند إلى رقصة الحية لقبيلة الموقِي للإنسان الأحمر
كانت أيام معينة في الأسبوع فتِشات. لعصور, كان يوم الجمعة يُعتبَر كيوم غير محظوظ والعدد ثلاثة عشر كعدد شرير. أتت الأعداد المحظوظة ثلاثة وسبعة من كشوف فيما بعد؛ كان العدد أربعة العدد المحظوظ للإنسان البدائي وكان مشتقاً من التعرف الباكر على النقاط الأربعة للنطاق. لقد كان غير محظوظ لعد الأبقار أو ممتلكات أخرى؛ عارض القدماء دائماً أخذ الإحصاءات, "عد الشعب.
لم يصنع الإنسان البدائي فتِش غير مستحق من الجنس؛ استلم العمل التناسلي كمية محدودة فقط من الانتباه. كان الهمجي طبيعي العقلية, لا فاحش ولا عفيف.
كان الريق فتِشاً قديراً؛ يمكن طرد الأبالسة بالبصق على شخص. لشيخ أو فائق ليبصق على امرؤٍٍ كان أعلى ثناء. كانت أجزاء من الجسم الإنساني يُتطلع عليها كفتِشات مُحتملة, خاصة الشعَر والأظافر. كانت الأظافر الطويلة النمو لأصابع الرؤساء تـُثـَّمن بكثرة, وكانت شذائبها فتِشاً قديراً. حُسب الاعتقاد في فتِشات الجمجمة لكثير من صيد الرؤوس فيما بعد. كان الحبل السري فتِشاً مثمناً بكثرة؛ حتى اليوم يُعتبَر هكذا في أفريقيا. كانت اللعبة الأولى لجنس الإنسان حبلاً سرياً محفوظاً, مصفوفاً باللؤلؤ, كما فـُعل غالباً, لقد كان قلادة الإنسان الأولى.
كان الأولاد الحُدب والعُرج يُعتبَروا كفتِشات؛ كان مختلو العقل يُعتقَد ليكونوا مضروبين بالقمر. لم يقدر الإنسان البدائي التمييز بين النبوغ والجنون؛ كانوا الحمقى إما يُضربوا حتى الموت أو يوقروا كشخصيات فتِشية. أيدت الهستيريا بزيادة الاعتقاد العام في السِحْر؛ كان المصابون بالصرع غالباً كهنة وأطباء سحرة. كان السِكر يُتطلع عليه كشكل من الامتلاك بروح؛ عندما ذهب الهمجي للمرح, وضع ورقة شجر في شعره لهدف التنصل من مسؤولية تصرفاته. أصبحت سموم ومُسكرات فتِشات؛ ظـُنت لتكون مُمتلَكة
تطلعت شعوب كثيرة على النوابغ كشخصيات فتِشية مُمتلَكين بروح حكيم. وأولئك الإنسانيين الموهوبين تعلموا حالاً الالتجاء للغش والحيل من أجل نجاح مصالحهم الأنانية. كان الإنسان الفتِش يُفَكَّر ليكون أكثر من إنساني؛ كان إلهي, حتى منزه عن الخطأ. بهذا ساس رؤساء, وملوك, وكهنة, وأنبياء, وحكام مؤسسات دينية في النتيجة قدرة عظيمة ومارسوا سُلطة غير محدودة
تطور الفتِش
لقد كانت أفضلية مُفترضة للأشباح ليسكنوا غرضاً ما انتمى إليهم عندما كانوا أحياء في الجسد. هذا الاعتقاد يفسر الفاعلية لمخلفات أثرية حديثة كثيرة. وقـَّر القدماء دائماً عظام قادتهم, ولا تزال بقايا الهياكل العظمية لقديسين وأبطال تـُعتبَر برهبة خرافية بكثيرين. حتى اليوم, يُجعل الحج إلى قبور رجال عظماء.
كان الاعتقاد في مخلفات أثرية نتيجة لطقس الفتِش القديم. تُمَّثل المخلفات الأثرية للأديان الحديثة محاولة لتبرير فتِش الهمجي وبهذا ترفعه إلى مكان شرف واحترام في الأنظمة الدينية الحديثة. لقد كان كُفر للاعتقاد في فتِشات وسِحْر لكن بافتراض لا بأس لقبول مخلفات أثرية وعجائب
أصبحت الموقدة ـ المدفأة ـ أكثر أو أقل من فتِش, بقعة مقدسة. كانت المزارات والمعابد عند الأول أماكن فتِش لأن الموتى دُفِنوا هناك. رُفع كوخ الفتِش للعبرانيين بموسى إلى تلك المكانة حيث آوى فتِش فائق, المفهوم الكائن عند ذاك لشريعة الله. لكن الإسرائيليين لم يتخلوا أبداً عن اعتقاد الكنعانيين الخاص في محراب الحجر. "والحجر الذي وضعته كعامود سيُدعى منزل الله." اعتقدوا بحق بأن روح إلههم سكنت في تلك المَحَارب الحجرية, التي كانت في الواقعية فتِشات
كانت أبكر الصور تـُصنع لاستبقاء مظهر وذاكرة ميت شهير؛ كانت في الحقيقة أنصبة تذكارية. كانت الأصنام تمحيص للفتِشية. اعتقد البدائيون بأن حفلة التدشين سببت الروح ليدخل الصورة؛ بالمماثلة, عندما كانت أغراض معينة تـُبارَك, أصبحت طلاسم.
موسى, بالإضافة إلى الوصية الثانية في الشريعة الأخلاقية القديمة لدالاماشيا, جعل جهداً للتحكم في عبادة الفتِش بين العبرانيين. وجَّه بحذر بأنهم لا يجب أن يصنعوا أي نوع من الصور التي قد تـُصبح مكرسة كفتِش. جعل واضحاً, "سوف لن تصنع صورة محفورة أو أي شيء شبه لأي شيء في السماء من فوق, أو على الأرض من تحت, أو في مياه الأرض". بينما هذه الوصية فعلت الكثير لتؤخر الفن بين اليهود, إنها قللت عبادة الفتِش. لكن موسى كان حكيماً جداً للمحاولة فجأة لإبدال الفتِشات القديمة, ولذلك وافق لوضع آثار معينة إلى جانب الشريعة في محراب الحرب والمزار الديني المُركبان الذي كان تابوت العهد.
أضحت كلمات في النتيجة فتِشات, أكثر بالأخص التي تُعتبَر ككلمات الله؛ في هذه الطريقة تصبح الكتب المقدسة لأديان كثيرة سجون فتِشية ساجنة المخيلة الروحية للإنسان. ذات الجهد لموسى ضد الفتِشات أصبح فتِشاً سامياً؛ اُستعملت وصاياه فيما بعد لتسفيه الفن ولإعاقة التمتع والهيام بالجميل
في أزمنة قديمة كانت كلمة السُلطة للفتِش مذهباً
مُلهماً للخوف, الأكثر رهبة من كل المستبدين الذين استعبدوا الناس. سيقود فتِش مذهبي الإنسان البشري لخيانة ذاته ضمن قبضات التعصب, والترَّفض, والخرافة, وعدم التسامح, والأكثر شناعة من القسوات البربرية. الاحترام الحديث للحكمة والحق ما هو إلا هرب حديث من ميول صانعة لفتِش صعوداً إلى المستويات الأعلى من تفكير وتعقل. بما يخص الكتابات الفتِشية المتجمعة التي متدينون متنوعون يحوزونها
ككُتب مقدسة, إنه ليس فقط يُعتقَد بأن ما في الكتاب يكون صحيحاً, لكن كذلك بأن كل حقيقة هي محتواة في الكتاب. إذا إحدى تلك الكتب المقدسة حدث لتتكلم عن الأرض ككونها مسطحة, عندئذٍ لأجيال طويلة, رجال ونساء سوى ذلك بعقل كامل سيرفضون قبول إثبات إيجابي بأن الكوكب كروي.
لممارسة لفتح واحد من تلك الكُتب المقدسة لجعل العيون تصادف على فقرة, التالي مما قد يقرر قرارات أو مشاريع هامة في الحياة, هي لا شيء أكثر أو أقل من فتِشية بكل ما في الكلمة من معنى. لحلف يمين على "كتاب مقدس" أو للحلف بغرض ما ذات توقير سامي هو شكل من فتِشية ممحصة
لكنه يمثل تقدم تطوري حقيقي للتقدم من الخوف الفتِشي لشذى أظافر أصابع الرئيس الهمجي إلى الهيام بمجموعة نفيسة من رسائل, وقوانين, وأساطير, وأمثلة, وخرافات, وقصائد, وسفر أخبار هي, بعد كل, تعكس الحكمة الأخلاقية المغربلة لقرون كثيرة, على الأقل صعوداً إلى وقت وحادثة كونها جُّمعت "ككتاب مقدس".
لتُصبح فتِشات, كانت الكلمات تـُعتبَر لتكون مُلهَمة, والابتهال لكتابات مُفترض أنها مُلهَمة إلهياً أدّى مباشرة إلى تأسيس مرجع المؤسسة الدينية, بينما تطور الأشكال المدنية أدّى إلى إثمار مرجع الدولة
[*]الطوطمية
سارت الفتِشية خلال كل الطقوس البدائية من أبكر اعتقاد في حجارة مقدسة, خلال الصنمية, وأكل لحوم البشر, وعبادة الطبيعة, إلى الطوطمية
الطوطمية هي مُرَّكب لمراعاة اجتماعية ودينية. كان يُفَكر في الأساس بأن احتراماً من أجل حيوان طوطمي ذات أصل بيولوجي مُفترض ضمِن مصدر الطعام. كانت الطوطمات عند وقت ما وعند ذات الوقت رموز لجماعة وإلهها. كذا إله كان العشيرة مُشَّخَصة. كانت الطوطمية أحد الأطوار لمحاولة مشايعة دِين سوى ذلك شخصي. تطور الطوطم في النتيجة نحو العَلـَم, أو الرمز القومي, لشعوب حديثة متنوعة
كان كيس الفتِش, كيس الدواء, جراباً يحتوي تشكيلة مشهورة من أغراض مُشربة بالشبح, والطبيب الساحر من القدم لم يسمح أبداً لكيسه, رمز قدرته, أن يمس الأرض. تنظر شعوب متمدنة في القرن العشرين بأن أعلاَمها, شعارات وعيهم القومي, بالمماثلة لا تمس الأرض.
كانت الأوسمة لمركز كهنوتي أو ملكي تـُعتبَر في النتيجة كفتِشات, وقد عبر فتِش سامي الدولة من خلال مراحل كثيرة من النشوء, من عشائر إلى قبائل, من سيادة مُطلقة إلى سُلطة, من طوطيمات إلى أعلاَم. حَكَمَ ملوك فتِشات "بحق إلهي", وحصلت أشكال أخرى كثيرة من الحكومة. كذلك جعل الناس فتِشاً من الديموقراطية, تعلية وهيام فكرات الإنسان العامة عندما تـُدعى جماعياً "رأي عام". رأي إنسان واحد, عندما يؤخذ بذاته, لا يُعتبَر كمستحق كثير, لكن عندما يعمل أناس كثيرون جماعياً كديموقراطية, يـُعتبَر هذا القضاء الوضيع ذاته ليكون فيصل العدل ومقياس البْر
[*]السِحْر
الإنسان المتمدن يهاجم مشاكل بيئة حقيقية من خلال عِلمه؛ الإنسان الهمجي يحاول ليحل المشاكل الحقيقية لبيئة شبح تصورية بالسِحْر. كان السِحْر الأسلوب الفني لمعالجة بيئة الشبح المُخمنة الذي فَسَّرت آليته بدون نهاية الغير ممكن تفسيره؛ لقد كان الفن لتحصيل تعاون روح تطوعي ولإجبار مساعدة روح غير تطوعي من خلال استعمال فتِشات أو أرواح أخرى وأكثر قدرة
كان غرض السِحْر, والشعوذة, واستحضار الموتى ثنائي
[*]لضمانة بصيرة نحو المستقبل,
[*]للتأثير بمؤاتات على البيئة.
كانت أغراض العِلم متماثلة مع تلك للسِحْر, يتقدم جنس الإنسان من السِحْر إلى العِلم, ليس بتأمل وتعقل, بل بالأحرى من خلال خبرة طويلة, تدريجياً وبألم. الإنسان راجع تدريجياً نحو الحقيقة, بادئ في خطأ, ومتقدم في خطأ, وأخيراً نائل تـُخم الحقيقة. فقط مع وصول الأسلوب العلمي توجه نحو الأمام. لكن الإنسان البدائي كان عليه ليختبر أو يهلك.
افتتان الخزعبلات المبكرة كانت أم الفضول العِلمي فيما بعد. كانت هنالك حركة ديناميكية تقدمية ـ خوف مع فضول ـ في تلك الخزعبلات البدائية؛ كانت هنالك قدرة سائقة تقدمية في السِحْر القديم. مثـَّلت تلك الخزعبلات انبثاق الرغبة الإنسانية للمعرفة وللتحكم في بيئة كوكبية
كسب السِحْر هذه القبضة القوية على الهمجي لأنه لم يمكنه إدراك مفهوم الموت الطبيعي. ساعدت الفكرة عن الخطيئة الأساسية كثيراً فيما بعد لإضعاف قبضة السِحْر على الشعب بحيث حسبت لأجل الموت الطبيعي. لقد كان عند أحد الأوقات ليس غير عام أبداً لإرسال عشرة أشخاص أبرياء للموت بسبب مسؤولية مُفترضة من أجل موت واحد طبيعي. هذا كان أحد الأسباب لماذا الشعوب القديمة لم تتزايد بأسرع, وهذا لا يزال صحيحاً لبعض القبائل الأفريقية. اعترف الفرد المُتهم عادة بالجُرم, حتى عندما يواجه الموت
السِحْر طبيعي للهمجي. اعتقـَد بأن العدو يُمكن فعلياً قتله بممارسة الشعوذة على شعرة منسولة منه أو على شذب أظافره. كان الموت من عضات الحية يُعزى لسِحْر الساحر. قامت الصعوبة في مقاومة السِحْر من الواقع بأن الخوف يقدر أن يقتل. خافت الشعوب البدائية السِحْر جداً بحيث فعلياً قتل, وتلك النتائج كانت كافية لبرهنة هذا الاعتقاد الخاطئ. في حالة الفشل كان يوجد دائماً تفسير ما شبه مقبول؛ كان العلاج لسِحْر معيوب سِحْر
[*]طلاسم سِحْرية
حيث إن كل شيء متعلق بالجسم يمكن أن يصير فتِش, كان أبكر السِحْر لديه علاقة بالشَعر والأظافر. سِرية ملازمة على إلغاء الجسم نمَت من الخوف بأن العدو قد يحصل على استملاك لشيء ما مُشتق من الجسم ويوظفه في سِحْر مؤذي؛ لذلك كانت كل مبرزات الجسم توارى بعناية. كان البصق العام يُمتنع عنه بسبب الخوف بأن الريق قد يُستعمل في سِحْر ضار؛ كان البصاق دائماً يُغطى. حتى بقايا الطعام, والملبوس, والزينات يمكن أن تصبح أجهزة للسِحْر. لم يترك الهمجي أبداً أي بقايا من وجبة طعامه على الطاولة. وكان يُفعل كل هذا من خلال الخوف بأن أعداء امرؤٍْ قد يستعملون تلك الأشياء في شعائر سِحْرية, ليس من أي تقدير للقيمة النظافية لتلك الممارسات
كانت الطلاسم السِحْرية تـُدَبر من منوعات كثيرة من أشياء: لحم إنساني, ومخالب نمر, وأسنان تـُمساح, وبذور نبات سام, وسم حية, وشَعر إنساني. كانت عظام الموتى سِحْرية جداً. حتى الغبار من أثار الأقدام كان يمكن استعماله في سِحْر. كان القدماء مؤمنين عظماء في طلاسم المحبة. كان الدم وأشكال أخرى من مبرزات الجسم قادرة لضمان التأثير السِحْري لمحبة
كانت الصوَر تـُفترض لتكون ذات فعالية في السِحْر. كانت الدُمى تـُصنع, وعندما تعامل بسوء أو حسناً, كان يُعتقد لتقع ذات التأثيرات على الشخص الحقيقي. كان أشخاص معتقدون بالخزعبلات عندما يقومون بمشتريات, يعلكون قطعة من خشب قاس من أجل تليين قلب البائع
كان الحليب من بقرة سوداء سِحْرياً بكثرة؛ هكذا كذلك الهررة السود. كانت العصا أو القضيب سِحْرياً, سوية مع طبول, وأجراس, وعُقد. كانت كل الأغراض القديمة طلاسم سِحْرية. كان يُتطلع على الممارسات لمدنية جديدة أو أعلى بعدم رضاء بسبب طبيعتها السِحْرية الشريرة المُفترضة. كانت الكتابة, والطباعة, والصور تـُعتبَر هكذا لطويل.
اعتقد الإنسان البدائي بأن الأسماء يجب أن تُعامَل باحترام, خاصة أسماء الآلهة. كان الاسم يُعتبر ككينونة, تأثير متميز عن الشخصية الفيزيائية؛ لقد كان يُعتبر مساوياً مع النفـْس والظل. كانت الأسماء تـُرهن من أجل قروض؛ لم يمكن للرجل استعمال اسمه حتى يُفتدى بدفع القرض
. في عصرنا يوَّقع المرء اسمه إلى صك. قريباً أصبح اسم الفرد هاماً في السِحْر. كان لدى الهمجي اسمين؛ كان الاسم الهام يُعتبَر مقدس جداً للاستعمال على مناسبات اعتيادية, من ثم الاسم الثاني أو اسم كل يوم ـ اللقب. هو لم يُخبر أبداً عن اسمه الحقيقي إلى غرباء. أي خبرة ذات طبيعة غير اعتيادية سببت له ليغير اسمه؛ أحياناً لقد كان في جهد لشفاء مرض أو لإيقاف حظ سيئ. كان الهمجي يمكنه تحصيل اسم جديد بشرائه من رئيس القبيلة؛ لا يزال الناس يستثمرون في الألقاب والرُتب. لكن بين القبائل الأكثر بدائية, مثل رجل الغابة الأفريقي, الأسماء الفردية غير موجودة
[*]ممارسة السِحْر
كان السِحْر يُمارس من خلال استعمال صولجانات, وشعيرة, "دوائية", وتعويذات, ولقد كانت العادة للممارس ليعمل بدون لباس. زاد عدد النساء على الرجال بين السِحْرة البدائيين. في السِحْر, عنى "الدواء" غموض, ليس علاج. لم يطبب الهمجي ذاته أبداً؛ لم يستعمل الدواء أبداً إلا على نصيحة اختصاصي في السِحْر. وأطباء اﻟﭭودو في القرن العشرين هم مثال للسِحْرة منذ القدم.
كان يوجد كِلا طور عام وطور خاص للسِحْر. ما يُنجز بأطباء سحرة أو دجالين, أو كهنة كان مُفترض ليكون لخير كل القبيلة, وزع سحرة ومشعوذين, وعرافين سِحْراً خاصاً, كان سِحْر شخصي وأناني يُوظف كأسلوب مُجبر لإحضار شر على أعداء امرؤٍ. المفهوم لثنائية روحية, أرواح صالحة وأرواح سيئة, أعطى قياماً للمعتقدات فيما بعد بسِحْر أبيض وسِحْر أسود. وبتطور الدِين, كان السِحْر عبارة تطبق إلى عمليات روح خارج طقس المرء الخاص, وكذلك نـُسبت إلى معتقدات شبح أقدم
كانت تركيبات كلمات, الشعيرة لأغاني وتعويذات, سِحْرية جداً. تطورت بعض التعويذات المبكرة أخيراً نحو صلوات. في الحاضر,كان يُمارَس سِحْر تقليدي؛ كانت الصلوات تـُمَّثل؛ كانت الرقصات السِحْرية لا شيء سوى صلوات دراماتيكية. حلت الصلاة تدريجياً محل السِحْر كمرافقة للتضحية.
الإيماءات, كائنة أقدم من الكلام, كانت الأكثر قداسة وسِحْر, وكان التقليد يُعتقَد لتكون لديه قدرة سِحْرية قوية. أدرج الناس الحُمر غالباً رقصة الجاموس التي فيها واحد من أعدادهم سيلعب دور الجاموس, وكونه يُمسك, سيضمن النجاح للصيد الوشيك. كانت أعياد الجنس في أول أيار ببساطة سِحْر مُقلد, التماس إيحائي للأهواء الجنسية لعالَم النبات. كانت الدمية توظـَف أولاً كطلسم سِحْري بالزوجة العاقر
السِحْر كان الفرع الذي حملت منه في النتيجة شجرة الدِين التطوري ثمر العصر العِلمي. أدّى الاعتقاد في التنجيم إلى نشوء علْم الفلَك؛ وأدّى الاعتقاد في حجر الفلاسفة إلى سيادة المعادن, بينما أوجد الاعتقاد في أعداد سِحْرية عِلْم الرياضيات
لكن عالماً مملوء للغاية بطلاسم فعل الكثير لتدمير كل طموح واستهلال شخصي. كانت الثمار من شغل زائد أو من اجتهاد يُتطلع عليها كسِحْرية. إذا كانت لدى رجل حبوب في حقله أكثر من عند جاره, قد يُستدعى أمام الرئيس ويُتهم بإغواء هذه الحبوب الزائدة من حقل الجار المتراخي. في الحقيقة, لقد كان خطراً في أيام البربرية لمعرفة الكثير جداً؛ كانت هناك دائماً الصدفة لكونك تـُعدَم كفنان أسود
يزيل العلْم تدريجياً عنصر المقامرة من الحياة. لكن إذا الأساليب الحديثة للتعليم ستفشل, سيكون هناك ارتداداً مباشراً تقريباً إلى المعتقدات البدائية في السِحْر. لا تزال تلك الخزعبلات تتوانى في عقول الكثيرين المدعوين شعوب متمدنة. تحتوي اللغة على متحجرات كثيرة تشهد بأن الشعب كان مغموساً لطويل في خزعبلات سِحْرية, تلك الكلمات مثل مسحور, ومنحوس, وتملك, وإلهام, وروح بعيدة, و تفنن, ومسلوب العقل, ومصعوق, ومذهَل. ولا تزال كائنات إنسانية ذكية تعتقد في الحظ الجيد, والعين الشريرة, والتنجيم.
كان السِحْر القديم شرنقة العِلْم الحديث, لا بد منه في زمانه لكنه لم يعد نافعاً الآن. وهكذا هيجت الأطياف لخزعبلات جاهلة العقول البدائية للناس حتى يمكن لمفاهيم العِلْم الولادة. اليوم, كوكبكم الآن في منطقة الشفق لهذا التطور الذهني. يتمسك نصف العالَم بتلهف من أجل نور الحق وحقائق الاكتشاف العِلمي, بينما يسترخي النصف الآخر في أذرع خزعبلات قديمة ما هي سوى سِحْر مموه برقة