الخوف علي أبناءنا كنا في مجلس رجالي , وكان الحديث عن كيفية حماية أبنائنا مستقبلا من الانحراف والسلوك السيئ .
وبدأ كل واحد منا يبث همومه ويبين مخاوفه من المستقبل القادم والتحديات الاجتماعية المستقبلية
التي فُقدت فيها الثقة والأمان سواء كانت في وسائل الإعلام والاتصال , أم المؤسسات التربوية ..
ثم دار الحديث حول أزمة ضياع الوقت عند الأبناء, وأن أبنائنا من الولادة
وحتى سن الزواج يكونوا قد شاهدوا عشرة الآف ساعة من التلفزيون
وهي كفيله أن تجعله قاضياَ أو طبيباً أو عالماً ..
ولكنها كغثاء السيل ..
ثم دار الحديث عن معاناة أخرى وأخرى ...
وكل هذه المخاوف تدور حول كيفية المحافظة على أبنائنا وجعلهم صالحين غير متأثرين بالفساد من حولهم ..
لاشك أن الإجابة على مثل هذا السؤال ومواجهة مثل هذا التحدي تحتاج إلى مشاريع ضخمة ,,,
ولعل منها " مجلة " ....
ولكنني أردت أن ألفت النظر بالاضافة إلى توفير الوالدين منا الأمن
للابن وتعريفه بصحبة صالحة , والتميز في تربيته ..
والتي تعتبر عوامل مساعدة للحفاظ على الأبناء... وأما العامل الرئيسي – والذي أراء يتقدم كل هذه العوامل –
فهو ما أخبرنا به الصحابي الجليل " عبد الله بن مسعود "
عندما كان يصلي في الليل وابنه الصغير نائم ,, فينظر إليه قائلاً : من أجلك يا بني .
ويتلو وهو يبكي قوله تعالى : (( وكان أبوهما صالحاً )) ..
نعم إن هذه هي الوصفة السحرية لصلاح أبنائنا .. فإذا كان الوالد قدوة وصالحاً وعلاقته بالله قوية ....
حفظ الله له أبناءه .. بل وأبناء أبنائه من الفتن والانحراف , وان تفنن أهل الفساد بإغواء وإغراء أبنائنا ..
فهذه وصفحة سحرية و (( معادلة ربانية )) ... كما أنه في قصة سورة الكهف حفظ الله الكنز للوالدين بصلاح جدهما السابع – كما جاء في بعض التفاسير - .
ويحضرني في سياق هذا الحديث أني كنت مره مع صديق عزيزٌ عليَّ-
ذو منصب رفيع بالكويت ويعمل في عدة لجان حكومية –
ومع ذلك كان يقتطع من وقته يومياً ساعات للعمل الخيري
فقلت له يوماً : " لماذا لاتركز نشاطك في عملك الحكومي وأنت ذو منصب رفيع ؟؟!!" .
فنظر اليَّ وقال : " أريد أن أبوح لك بسر في نفسي , إن لديَّ أكثر من ستة أولاد وأكثرهم ذكور
,
وأخاف عليهم من الانحراف ,وأنا مقصر في تربيتهم ,,
ولكني رأيت من نعم الله عليّ أني كلما أعطيت ربي من وقتي أكثر ,, كلما صلح أبنائي ".... وقد تعرفت على أبنائه بعد ذلك ...
وصدق ابن مسعود عندما قال : (( من أجلك يا بني ))...