لقاءٌ بلا موعد ح20 ــ بقلم الكاتب رجب الجوابرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تجيب دلال وتقول :
ــ ومن هي هذه التي لا تقبل بكَ زوجاً لها ..!!!! إن حظها من السماء وتكون طاقة القدر قد فتحت لها .....!!!!
لم يستطع عبد الحميد إخفاء فرحتهِ وسرورهِ من كلامها ثم قال بابتسامة :
ــ أنتِ تبالغين ..!! ومن أكون أنا ...؟؟؟
ردت بسرعة وبدون تردد :
ــ أنت السيد عبد الحميد ..! الذي يحبهُ ويقدرهُ كل الناس .. !! توكل على الله وابحث لكَ عن بنت الحلال ..!!
ــ رد وما زال يقضم طعامهُ بشهية .. منشدّاً نحو دلال .. ورأى أن هذهِ فرصتهُ في اختبار مشاعرها نحوهُ :
ــ كلامكِ يطمئنني ..!! ولكن أحس بنفسي أن أي فتاة سوف لا تقبل بي ...!!
قالت وقلبها يزداد في سرعة دقاتهِ :
ــ لاعليكَ يا سيدي أطلب أيّ فتاةٍ تعجبك ...!! وصدقني لايمكنها أن ترفض رجلاً مثلك...!!!
كلام دلال جعل عبد الحميد يتجرأ ويقول لها بنوعٍ من الجدية :
ــ يعني على سبيل المثال ..! لو طلبتكِ أنتِ ..! فهل تقبلين ..؟؟؟؟
وهنا عندما سمعت منهُ هذا الكلام اشتدت أعصابها .. لم تتمالك نفسها .. لم تجد الكلمات التي ترد بها على عبد الحميد .. غير أنها جمعت قواها ولملمت أشلاءها بابتسامةٍ ليس لها إلا معنىً واحداً هو الموافقة .. ثم انسحبت من المكان .. وراحت تحلقُ في دنيا الأحلام .. وتتمنى ذلك اليوم الذي سيضمهما فيهِ فراشٌ واحد ...
فكر عبد الحميد ملياً في موضوع الزواج من دلال .. ومن خلال حديثها معهُ وصل إلى نتيجة أنها لا مانع لديها الارتباط بهِ ... اختارها بموضوعية وبعد اختبار السنين التي قضاها معها تحت سقف بيتٍ واحد .. وباعتبار أنهُ هو الذي أشرف على تنشئتها وتربيتها على الفضيلة .. والأخلاق الحسنة عرفها وعرف أخلاقها عن قرب .. وأحلى ما يعجبهُ فيها ذكاؤها .. وحسن تدبيرها .. وخفة دمها ولباقتها في الحديث .. وفيها من بعض خصال والدتهِ
يقارن بينها وبين زوجته السابقة فريال .. يرى أن الفرق بينهما .. كبعد السماء عن الأرض .. هو يريد زوجةً تشاركهُ حياتهُ .. حلوها ومرها .. تسهرُ على مصلحتهِ ... تواسيهِ في مصائبهِ وتفرح لأفراحهِ .. يريدها أن تشاركهُ في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ .. حتى يشعر أن هناك من يقوم بدعمهِ وشدِّ أزرهِ ... حتى يشعر أن تعبهُ في هذه الحياة لم يذهب سدى ..
هذهِ هي دلال .. وهي اسمٌ على مسمى ... اهتم عبد الحميد بموضوع الزواج ... استدعى شقيقها عمران إلى غرفتهِ وبدأ يحدثهُ :
ــ عمران يا أخي منذ أن دخلتَ أنت ودلال هذا البيت وأنا أعتبركما من أهلهِ
وليس مجرد خدمةً لهُ ..! بل أعتبركما أصحابا لهذا البيت ..! ولا بد أنك شعرتَ وتشعر بهذا ...! أليسَ كذلك ..؟؟؟
عمران يجلس قبالة عبد الحميد ويستمع منهُ مستغرباً هذا الحديث لأول مرة وقال :
ــ والله ياسيدي منذ أن دخلنا بيتك ..! لم نشعر في يومٍ من الأيام أننا غريبين ..! بل نتصرف وكأننا أصحابهُ ..! ولكن يا سيدي اسمحلي ..! اسمحلي أن أسألك ..! ما الداعي لهذا كلهِ ...؟ هل قصرنا في شيء ..؟؟؟
ضحك عبد الحميد وقال :
ــ لا يا عمران ..! لم تقصرا في شيء ..! ولكنني أريد أن أوطدَ هذه العلاقة .. وتصبحان بالفعل صاحبين لهذا البيت ...!! بالإضافة لما أملك من أراضٍ ومزارع وعقارات ...!
دهشَ عمران لما يسمع .. ولكن شيئاً من السرور والفرح أخذ يتسرب إلى قلبهِ ... لا يصدق ما يسمعهُ ويقول :
ــ عفواً يا سيدي عبد الحميد ..! ما زلتُ أجهل ما تقصدهُ . أرجو الافصاح ..؟
قال عبد الحميد بعد أن اعتدل في جلستهِ :
ــ سأشرحُ لكَ ما أقصدهُ ..! وقبل كل شيء ..! أريد منك أن تلغي كلمة سيدي
من قاموس تعاملنا..! هذا شيء ..! أما الشيء الآخر وهو الأهم ..!! هو أنني قررتُ الزواج ..!! ما رأيك ..؟
غمرت الفرحة وجهَ عمران وقال :
ــ هذا أحلى خبر سمعتهُ يا سيدي ..!!! ومن أنا حتى تستشيرني في أمر زواجك ..؟؟؟
ضحكَ عبد الحميد وقال :
ــ الأمر يخصكَ أنت بالذات ...! لأنك شقيق العروس ..!!!
تلعثم عمران ولم يدرِ ماذا يقول :
ــ شقيقتي أنا يا سيدي ...؟؟؟؟؟ هذا شرفٌ عظيمٌ ياسيدي ...!! ولكن أين نحنُ منكَ يا سيدي ..!! عقلي لايستوعبُ هذا ...!!
أمسك عبد الحميد يد عمران وقال :
ــ قلتُ لكَ لا تتلفظ بكلمة سيدي مرةً أخرى ..! وأنا اخترتُ دلال لأنني لن أجد أفضل ولا أحسن منها فهي التي تناسبني ..!! فقط عليكَ استشارتها ..!!
عاد عمران إلى الارتباك الممزوج بالفرح وقال :
ــ لستُ بحاجة إلى استشارتها ..! هذا شيءٌ لم تكن تحلم بهِ ..!! مبروكٌ عليكَ يا سيدي ...!!! آسف يا أخي عبد الحميد ...!!!
نهض عبد الحميد ممسكاً يد عمران قائلاً :
ــ من واجبكَ استشارتها ..! وفي المساء تردُّ ليَ الجواب ...!!!
أما الآن ..! فأنا ذاهبٌ إلى عملي ..! أستودعك الله ..!!
نهض عمران وقال وهو يطيرُ فرحاً :
ــ حاضر ..! سأستشيرها ..! لا لن أستشيرها ..! بل سأبشرها بهذا الخبر الذي لابد أن تطير من شدة الفرح فور سماعهِ ..! تو كل على الله يا أخي ..!
وتأكد تماماً أن كل شيءٍ سيتم كما تحب وترغب ...!!!
***********
ذهب عمران إلى شقيقتهِ دلال .. وجدها منهمكةً بغسل بعض الملابس قال ووجهه يفيض فرحاً وسروراً .. مصدقاً وغير مصدق :
دلال ..! دلال..!
انتبهت إليهِ وهي ترى ابتسامتهُ التي تنمُّ عن فرحتهِ وقالت :
يتبع ــــــــــــــــــــــ إلى اللقاء في الحلقة التالية
مع تحيات رجب الجوابرة