قصة مثل
كف عدس !!!
يُحكي أنه كان لأحد تجار البقول و الحبوب في سوق البزورية بدمشق غلاماً يساعده في المتجر بالبيع و الشراء و إيصال البضائع للزبائن الى منازلهم إن لزم الامر و أمور كثيرة جداً , كان أيضا يقوم بتلبية طلبات التاجر الخاصة بمنزله من شراء أغراض لأسرته و إحضار الطعام للتاجر في محله …
و لكن هذا الشاب لم يصن ولي نعمته الذي ائتمنه على منزله و ماله و أهله … ففي أحد الأيام عاد تاجر البقول الى متجره و الشرر يتطاير من عينيه فقد أخبرته ابنته أن الغلام الذي يعمل لديه عينو زايغة وأنه عندما يوصل الأغراض الى منزله يقوم بمغازلتها و البصبصة عليها !!! لاحظ الغلام الذي كان و اقفا خارج الدكان سيده يهم مسرعا اليه وهو ينوي شيئا و أدرك بفطرته ما يحدث فقام بسرعة البرق و خطف كمشة عدس من أحد الأكياس الموضوعة أمام الدكان و أطلق ساقيه للريح و ركض التاجر خلفه وهو يسبه و يشتم و يقذفه بما يصل الى يديه من حصا وأحجار أمام ذهول تجار السوق و الزبائن و كلٌ أخذ يضرب كفا بكف و يحوقل و يناديه إهداء يا ابا فلان طول بالك كل هذا من أجل كف عدس (( كمشة عدس )) توقف التاجر الذي فشل بملاحقة الغلام و قال لهم يلي بيعرف بيعرف و يلي ما بيعرف بيقول كف عدس…
في هذا المثل الكثير الكثير من العبر و العظات لديه القدرة على قراءة ما بين السطور
حياتنا كذلك … يُحكم عليها أو نحكم على الأخرين بظاهر الأمور كما فعل تجاّر السوق
ولاندري أن خلف النوافذ والأبواب حكايات غير قابلة للنشر
حياتنا كذلك .. يتحول الجاني إلى مجني كما التاجر والصبي الذي يعمل لديه
حياتنا كذلك
منذ زمن بعيد عندما بات الكذب و التمثيل صفة للكثير من البشر لم أعد أصدق مما أسمع أو حتى مما أرى إلا القليل القليل جداً …مع إبقاء مساحة كبيرة
من حسن الظن والتماس العذر للأخرين بما يكفي لتبقى صورهم جميلة …
و يللي بيعرف بيعرف ويللي ما بيعرف بيقول كف عدس