**{ أخــــلاق عــمـر بــن عــبــد الــعــزيــــز }
كان عمر بن عبد العزيز جالسا ً يوما ً من الأيام في بيته ذات مساء مع أصحابه , فضعف
نور السراج فقام وأصلحه بنفسه , فقال أحد الحاضرين : ياأمير المؤمنين , كل واحد منا
يود أن تأمره بإصلاح السراج ,
فقال عمر : ليس في المروءة أن يستخدم الانسان ضيفه,
قمت ُ وأنا عمر , ورجعت ُ وأنا عمر ...!!!!
** {تكبّرت ُ في مكان يتواضع فيه الناس }
يُروى أن ّ رجلا ً كان يسعى بين الصفا والمروة ( قبل أن يصير المسعى في
المسجد ) راكبا ًفرسا ً وبين يديه العبيد والغلمان تـوسع له الطريق ضربا ً ,
فأثار بذلك غضب الناس وحملقوّافي وجهه ,
وكان فارع الطول واسع العينين . وبعد سنين رآه أحد الحجاج الذين زاملوه
يتكفف الناس على جسر بغداد , فقال له : ألست الرجل الذي كنت تحج في سنة كذا
وبين يديك العبيد توسع لك الطريق ضربا ً ؟
قال : بلى , قال : وماصيّرك إلى ماأرى ؟
قال :تكبّرت ُ في مكان يتواضع ُ فيه العظماء , فأذلـّني الله في مكان يتعالى فيه الأذلاء ...!!!
** { ندعو الله باسمه }
قيل : صاح أعرابي بالمأمون : ياعبد الله , ياعبد الله
فغضب المأمون وقال : أتدعوني باسمي ؟
فقال الأعرابي : نحن ندعو الله باسمه
فسكت المأمون , وأنعم عليه ....
** { الحسين بن علي ويزيد }
دخل الحسين بن علي يوما ً على يزيد بن معاوية فجعل يزيد يفتخر ويقول : نحن ونحن ولنا من الفخر والشرف كذا وكذا , والحسين بن علي ساكت
فأذن المؤذن فلما قال : أشهد ُأن محمدا ً رسول الله , قال الحسين بن علي : يايزيد جَدُ مَن هذا ؟ فخجل يزيد ولم يرد جوابا ً ...
** { أطلقه وفاء لوعده}
كان الحارث بن عباد في حرب , وأراد أن يظفر بعدي بن أبي ربيعة , ليثأر منه ,
وبينما هو في الحرب أسر رجلا ً , فطلب منه أن يدله على عدي بن أبي ربيعة ,
فقال له الأسير :
أتـُطلقني من أسري إن دللتك عليه ؟ فقال : نعم ..
قال له : أنا عدي بن أبي ربيعة...
فأطلقه وفاء ً لعهده ...
**{ حتى لاتزول المروءة }
كان فارس من العرب يجتاز على جواده بادية اشتد فيها القيظ , وتحولت رمالها إلى مايشبه الجمر ,
فلقي في طريقه رجلا ً كان يمشي على قدميه وهو حاف , فرق له الفارس , فنزل عن فرسه ,
ودعى الرجل الماشي للركوب على جواده , لكن هذا الماشي كان لصا ًمحترفا ً من لصوص الخيل ,
فما تمكن من ظهر الجواد حتى عدا به لايلوي على شيء ,فناداه صاحبه قائلا ً له : لقد وهبتك الجواد ,
فلن أسأل عنه بعد اليوم , ولكني أطلب ُ منكَ أن تكتم هذا الأمر عن الناس ,
كي لا ينتشر بين قبائل العرب , فلا يُغيث ُ القوي الضعيف , ولايرق الراكب للماشي ,
فتزول المروءة . فلما سمع اللص كلامه , أخذه الحياء , وأعاد الجواد إلى
صاحبه , ولم يرضى أن يكون أول داع ٍ إلى القضاء على المروءة ..