kanouz
|
*اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين*
*اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات*
*اللهم ارزقني قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة*
*اللهم ارزقني حسن الخاتمة*
*اللهم ارزقني الموت وأنا ساجدة لك يا ارحم الراحمين*
*اللهم ثبتني عند سؤال الملكين*
*اللهم اجعل قبري روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار*
*اللهم إني أعوذ بك من فتن الدنيا*
*اللهم أني أعوذ بك من فتن الدنيا*
*اللهم أني أعوذ بك من فتن الدنيا* |
|
| الموشّحات المصرية | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
تمرحنة الأدارة
تاريخ التسجيل : 13/12/2009 العمر : 58
| موضوع: الموشّحات المصرية السبت أغسطس 04, 2012 2:16 am | |
| ثالثا: الموشّحات المصرية
ذكرنا سابقا عن انتقال الموشحات الأندلسية الى المشرق العربي. فقد أكّد وجود هذا النوع من الغناء وخاصة في مصر , وجود اغاني بلدية يغنيها بعض الشبان " الجدعان " وهم يغنون في " الصهبات ".. والصهبات او (الصهبجية) جوقات من الهواة مكونة غالبا من خمسة افراد او اكثر يرأسهم مغن حا ذق بغناء الموشحات الأندلسية يغنونها معه.وكانت هذه المدرسة بزعامة ( سعد دبل ومحمد الحصري)بين اعوام1865 -1890 . وأشهر هذه الفرق كانت في زمن عبده الحامولي1845-1901 ولحد الآن جوقة عبد الحميد الشباشي ثم فرقة الأسطة حسنين المكوجي. يقول الاستاذفكري بطرس في كتابه الموسوم أعلام الموسيقى والغناء العربي عن هذه المدرسة:كان الفنانون ينشدون كلاما غير موزون وكانوا من طبقات عامية تجهل القراءة والكتابة واحترفوا الغناء عن طريق الكبار منهم وهم على شاكلتهم في الجهل..فكانوا يقصدوهم في المقاهي والمحلات العامة ويتلقون منهم الموشحات التي لا وزن ولا معنى لها كالاغنية التي تقول:
جابو رواية من حدا الكسباني نغزل صمولي للطحال الضاني ويطلعوا منها الفراخ كتله زي الجاموس يطرح بلح حياني وكل بلحةفيها معمل طرشي وان خمّروها تطلع فول سوداني الى اخر التحفة الفريدة هذه!!!
غير ان الموشحات هذه لم تطل على هذه الشاكلة والنحو كثيرا , اذ عاد الشبان الذين تتلمذوا على كبارهم من الجهلة يعرفون الأوزان وصاروا يتقنونها فتفننوا في فن الموشحات الموزونة وصاروا يتغنون بها في المقاهي والمنتديات. وبعد هجرة الفنان الرائد ابو خليل القباني قسرا عن دمشق بعد وشاية حساده وكتابتهم لعريضة الى دار الخلافة الإسلامية تتهم القباني بالفسق والفحشاء وتجاهل القيم انذاك نتيجة تشكيل القباني لفرقة مسرحية,فقد وصل الى الاسكندرية حيث بنى مسرحا ومارس رسالته الجميلة ونتيجة لهجرة فنانين آخرين من موسيقيين وعازفين , انتقلت الموشحات ضمن ماانتقل من فنون الى مصر عن طريق الفنّان شاكر أفندي الحلبي في عام 1840 الذي قام بتلقين أصولها وضروبها لعددٍ من الفنّانين المصرييّن الذين حفظوها بدورهم وأورثوها لِمَن جاء بعدهم. وأبرز مَن اهتمّ في الموشّحات من مصر الفنّانون المسلوب و محمد عثمان وعبده الحَمولي وسلامة حجازي وداوُود حسني وكامل الخلعي وسيّد درويش. ومن اهم الموشحات التي لحنها القباني الدمشقي ( برزت شمس الكمال..حب سلمى قد دعاني ..العيون النرجسية ..الخ)
ومجموعة من الادوار منها ( الهنا يوم المنى..) . ومن اشهر الموشحات موشح (لما بدا يتثنى) وهو تراث قديم , وقد نسبه الأستاذ كمال النجمي للشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب . ونسبه اخرون الى سليم المصري ووزنه8/10 من مقام النهاوند. وتمر السنون ويأتي الفنان المصري صفر بك علي فطالب بإلغاء الألفاظ التركية مثل ..يالالي وامان .. بالرغم من جذوره التركية. فقد دعى الى تحرير الموشح المصري من هذه الألفاظ ولحن عددا كبيرا من الموشحات منها موشح( ياقلبي من قال لك تعشق) من مقام الحجازكار ووزنه المربع4/13 ومن نظم ابراهيم حسني , ومن اشهرها ما يطلق عليه اصغر موشح وهو ( لحظك وسنان ) من نظم عز العرب علي. وقد ازدهرت الموشحات المصرية في زمن الخديوي اسماعيل باشا وجاء الفنان الكبير الشيخ محمود صبح الذي مزج بين الأنغام المصرية والتركية والتي انتشرت في عموم البلدان العربية. وهناك مدارس مصرية متعددة في الموشحات اهمها مدرسة المبدع الكبير الشيخ درويش الحريري وله موشحات كثيرة منها موشحة ( حبي زرني ما تيسر) وصاحب دور ( أحب اشوفك كل يوم) الذي غناه الفنان محمد عبد الوهاب وهو من نظم حسن بك انور.. ومن اشهر تلامذة الحريري الموسيقار المهندس احمد صدقي الذي يعتبر من احدث ملحني الموشحات
. كان أول الناظمين للموشح في مصر هو "ابن سناء الملك" في القرن السادس الهجري، فأقبل المصريون عليها وعلى غنائها حتى وصل الموشح الغنائي قمته في مصر على يد محمد عثمان، ولابن سناء الملك مخطوط بعنوان "دار الطراز في عمل الموشحات"، وهو أهم مرجع مدون به الكثير من فن الموشحات، ولقد أطلق اسم "الصهبجية" على حفظة الموشحات من المصريين الذين كانوا يجلسون في دائرة يتوسطهم ضابط الإيقاع عازف الدف، وهو الرئيس، وكانوا يقدمون عروضهم الغنائية (الموشحات) في المقاهي والحفلات التي تسبق يوم الزفاف، وهكذا انتشر هذا اللون الغنائي على يد "الصهبجية" الذين هم بمثابة المدرسة المصرية الأولى في غناء الموشحات، والتي استمرت إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ثم جاءت المدرسة الثانية، والتي كان رائدها الأول "محمد عثمان"؛ حيث نقلها مع "عبده الحامولي" من المقهى إلى المجالس الخاصة في القصور، واستبدلت بعض الألفاظ التركية، مثل: "أمان أفندم"، و"جانم"، و"دوس"، و"عمرم"، بألفاظ عربية، مثل: "يا ليل يا عين"، كما أصبح الموشح الغنائي فقرة من فقرات الوصلة الغنائية، وكانت انطلاقة "محمد عثمان" عندما لحّن الموشح "ملا الكاسات"، ومن أبرز ملحني الموشحات الغنائية في مصر بجانب "محمد عثمان"، "دواد حسني"، و"زكريا أحمد"، و"كامل الخلعي"، و"سيد درويش"، وغيرهم.
الموشحات الدينية اعتمد المنشدون والوشاحون في أغانيهم الدينية على ما تعلموه من القرآن الكريم، ولم تكن الموشحات معروفة في البداية، فبين الحين والآخر كانت تظهر مقطوعة في مديح الرسول (صلى الله عليه وسلم)، أو مناجاة لله سبحانه وتعالى، حتى جاء العصر الفاطمي في مصر واتجه الفاطميون إلى الاهتمام بالاحتفالات والمناسبات الدينية، التي كانت مجالا واسعا تسابق فيه الشعراء والمنشدون في وضع الموشحات الدينية، التي كانت تؤدي في المناسبات، وتهدف الموشحات إلى التقرب إلى الله والخشوع له سبحانه، ولم يكد القرن التاسع عشر ينقضي حتى ظهر عدد كبير من منشدي الموشحات الدينية "كالشيخ إسماعيل سكر"، و"الشيخ أبو العلا محمد"، و"الشيخ إبراهيم الفران"، و"الشيخ علي محمود". كان معظم هؤلاء ينشدون الموشحات الدينية في حدود مقامات الراست والبياتي والصبا دون مصاحبة آلية، وكان البعض الآخر يؤدون الموشحات بمصاحبة بعض الآلات: كالناي، والكمان؛ تقليدا لطائفة المولوية التي دخلت مصر، وكان رجالها يلقون الألحان الدينية بلغتهم التركية في تكاياهم بمصاحبة الناي. وكان المنشدون المصريون يؤدون الموشحات بمساعدة مجموعة من ذوي الأصوات الجميلة يطلق عليها لقب البطانة، فالموشح الديني عبارة عن حوار وتبادل إنشادي بين المغني وبطانته.
ومن رواد التلحين لهذا اللون الغنائي (الموشح الديني) نذكر "زكريا أحمد"، الذي جاءت ألحانه قريبة من الابتهالات الدينية، و"كامل الخلعي" الذي التزم في تلحينه للموشح الديني بوضعه على إحدى ضروب الموشحات الغنائية العاطفية ويقول الأستاذ مصطفى السقا في كتابه (المختار من الموشحات) تعليقا علىالسطور السابقة: (هذا أصل معنى الموشحات, كما جاء في معاجم اللغة, وقد توسع العربفي الكلمة, فأطلقوها مجازا على أشياء: منها القوس, فتكون في وضعها على الكتف أشبهبالوشاح, ومنها الثوب يلتفّ به صاحبه كما يوضع الوشاح بين العاتق والكشح. ومنهاالسيف, سموه وشاحا على التشبيه به, لأن صاحبه يتوشح بحمائل سيفه, فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة, وربما سمي السيف وشاحةً - بالتاء - أيضا, كمايقال: إزار وإزارة, وقد يسمى الكشح وشاحا لأن الوشاح يعقد عند الكشح. يقال امرأةغرثى الوشاح: إذا كانت هيفاء. ثم يقول إن الموشحات الشعرية إنما سميت بذلك لأن تعدد قوافيها على نظام خاص جعل لها جرسا موسيقيا لذيذاً ونغما حلوا, تتقبله الأسماع وترتاح لهالنفوس, وقد قامت القوافي فيها مقام الترصيع بالجواهر واللآلئ في الوشح فلذلك أطلق عليها (الموشحات) أي الأشعار المزينة بالقوافي والأجزاء الخاصة, ومفردها موشح, أينظم فمعناها منظومة موشحة أي مزيّنة. ولذا لا يقال قصيدة موشحة, لأن لفظ القصيدةخاص بأشعار العرب المنظومة في البحور الستة عشر كما جاءت في علم العروض.
عدل سابقا من قبل تمر حنة في السبت أغسطس 04, 2012 2:22 am عدل 1 مرات | |
| | | تمرحنة الأدارة
تاريخ التسجيل : 13/12/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: الموشّحات المصرية السبت أغسطس 04, 2012 2:16 am | |
| ومن بين الموشحات الأندلسية التي ذاعت شهرتها بعد أن أصبح لها في مجال الغناء دوران واسع وانتشار كبير موشحة للسان الدين بن الخطيب يقول في مستهلها: جادك الغيث إذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلس ولم يكن اختيارها للغناء في أزمنة مختلفة, وألحان متعددة لونا من المصادفة, وإنما هو دليل رقتها وعذوبتها لغةً وصورا وإيقاعات, وامتلاؤها بهذا الشجن الشفيف الذي كأنه يبكي عصرا جميلا ولّى وزمنا حلوا رحل هو زمان الوصل بالأندلس, مماجعلها تلمس أوتارا في النفس الإنسانية, عندما تعزف كلماتها على لحن التذكر والأسىوالحنين ومحاولة استرجاع ما فات أما صاحب هذه الموشحة البديعة لسان الدين بن الخطيب فتقول الموسوعةالعربية الميسرة إنه ولد في عام 1313 وتوفي في عام 1374 ميلادية. أديب ومؤرخ وطبيب. ولد بِلُوشة قرب غرناطة ومات بفاس. درس الطب والفلسفة والفقه واللغةوالأدب, وخدم الوزير علي بن الجياب واستوزره بنو الأحمر. ألّف حوالي ستين كتابامعظمها في التاريخ والجغرافيا والأدب والطب, أهمها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) و(اللمحة البدرية في الدولة النصرية), و(معيار الاختيار في ذكر المعاهد والديار) و(خطرة الطيف في رحلة الشتاء والصيف) و(ريحانة الكتّاب ونجعة المنتاب). وله خطب معروفة ورسائل مطنبة ومسجوعة, وموشحات رقيقة, وديوان شعر. يعد من أعظم رجال الأندلس في عهدها الأخير.
يقول لسان الدين بن الخطيب: جادك الغيث إذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلس لم يكن وصلك إلا حُلُما في الكرى, أو خُلسة المختلس إذ يقود الدهر أشتات المنى تنقل الخطو على ما يرسمُ زمراً بين فُرادى وثُنى مثلما يدعو الوفود الموسُم والحيا قد جلّل الروض سنا فثغور الزهر عنه تبسمُ وروى النعمان عن ماء السما كيف يروي مالك عن أَنسِ فكساه الحسنُ ثوباً مُعْلَما يزدهي منه بأبهى ملبسِ
*** في ليالٍ كتمت سرّ الهوى بالدجى لولا شموسُ القمرِ مال نجم الكأس فيها وهوى مستقيم السير سعد الأَثرِ وطرٌ ما فيه من عيب سوى أنه مرّ كلمْحِ البصرِ حين لذّ الأنسُ شيئاً أو كما هجم الصبحُ هجوم الحرسِ غارت الشهبُ بنا أو رُبّما أثرت فينا عيون النرجس *** أيّ شيءٍ لامرئٍ قد خَلَصا فيكون الروض قد مُكّن فيه تنهب الأزهار فيه الفُرصا أمنتْ من مكره ما تتّقيه فإذا الماء تناجى والحصى وخلا كلّ خليلٍ بأخيه تبصُر الورد غيوراً بَرِما يكتسي من غيظه ما يكتسي وترى الآس لبيبا فهِما يسرق السّمع بأذنيْ فَرسِ *** يا أُهيْلَ الحيّ من وادي الغضى وبقلبي سكنٌ أنتم بِه ضاق عن وجدي بكم رحْبُ الفضا لا أبالي شرْقه من غرْبِه فأعيدوا عهد أُنسٍ قد مضى تُعتقوا عانيكم من كرْبِه واتقوا الله وأحيوا مُغرما يتلاشى نفساً في نَفسِ حبس القلب عليكم كرَما أفترضوْنَ عفاءَ الحُبسِ *** وبقلبي منكمو مُقتربُ بأحاديث المنى هو بعيدْ قمر اطلع منه المغربُ شِقوة المُغْرى به وهو سعيدْ قد تساوى محسن أو مذنبٌ في هواه بين وعدٍ ووعيدْ ساحرُ المقلة معسولُ اللّمى جال في النفس مجالَ النَّفَسِ سدّد السهم وسمّى ورمى ففؤادي نُهبة المفترسِ *** إن يكن جار وخاب الأملُ وفؤاد الصبّ بالشوق يذوبْ فهو للنفس حبيبٌ أولُ ليس في الحبّ لمحبوبٍ ذنوبْ أمرهُ مُعتَملٌ مُمتثلُ في ضلوعٍ قد براها وقلوبْ حكم اللحُظ بها فاحتكما لم يراقب في ضعاف الأنفسِ منصف المظلوم ممن ظلما ومُجازى البَرِّ منها والمُسي *** ما لقلبي كلّما هبّت صَبا عاده عيدٌ من الشوق جديدْ كان في اللوح له مكْتتبا قوله إنّ عذابي لشديد جلب الهمّ له والوَصبا فهو للأشجان في جَهْدٍ جهِيدْ لا عجٌ في أضلعي قد أُضرما فهي نار في هشيم اليِبَسِ لم يدعْ في مهجتي إلا ذَما كبقاء الصبح بعد الغَلسِ *** سلّمي يا نفس في حكم القضا واعمُري الوقت بُرجعى ومتاب دعْكِ من ذكرى زمانٍ قد مضى بين عُتبى قد تقضْت وعتاب واصرفي القول إلى المولى الرّضا مُلهَمِ التوفيق في أُمّ الكتابُ الكريم المُنْتَهى والمُنْتمى أشدِ السّرْجِ وبدر المجلسِ ينزلُ النصر عليه مثْلَ ما ينزلُ الوحيُ بروحِ القُدُسِ *** مصطفى الله سميَّ المصطفى الغني بالله عن كلِّ أُحدْ من إذا من عقد العقد وفى وإذا ما قبحُ الخطْبُ عَقدْ من بني قيس بن سعدٍ وكفى حيثُ بيت النصر مرفوع العَمْد حيث بيتُ النصر محميُّ الحمى وجنى الفضل زكيّ المغْرسِ والهوَى ظلّ ظليلٌ ختِما والنّدى هبّ إلى المُغترسِ *** هاكها يا سبْط أنصار العلا والذي إن عثر الدهرُ وأقال غادة ألبسها الحسنُ ملا تبهرُ العين جِلاءً وصِقالْ عارضتْ لفظاً ومعنى وحِلَى قوْلَ من أنطقهُ الحبُّ فقال: هل درى ظبى الحمى أن قد حمى قلب حبِّ حلّه عن مكْنسي فهو في حرٍّ وخفْقٍ مثلما لعبت ريح الصِّبا بالقبس
| |
| | | تمرحنة الأدارة
تاريخ التسجيل : 13/12/2009 العمر : 58
| موضوع: رد: الموشّحات المصرية السبت أغسطس 04, 2012 2:18 am | |
| والطريف أن لسان الدين بن الخطيب يختتم موشحه بما بدأ به ابن سهل الإشبيلي موشحه المشهور, على سبيل المعارضة, وكأنه - أي لسان الدين - يحاول التذكير بأنه قد نسج على منوال ابن سهل, من حيث الوزن والنظام الشعري للموشحة والقوافي المستخدمة. وابن سهل له مكانته المتقدمة في ديوان الموشحات, وله عدد كبير منها, كان يهوديا فأسلم, ولهذا فهو يسمى أحيانا بابن سهل الإسرائيلي, وله قصيدة في مدح الرسول الكريم قبل أن يسلم, وقد توفي غريقا مع ابن خلاص والى (سِبْتة) سنة ستمائة وتسع وأربعين هجرية وهو في سنّ الأربعين. ويرى فيه مؤرخو الأندلس أديباً ماهرا وشاعرافذّا مطبوعا, وعالما متمكنا.
والمتأمل في موشحة لسان الدين بن الخطيب - وغيرها من الموشحات - يلاحظ أنها موشحة غزلية, يترحم فيها الشاعر على زمان الوصل بمن كان يحب ويهوى, ثم يتخلص من مجال اهتمامه الأساسيْ - الغزل - ليتهيأ لمجال آخر هو المديح لممدوحه المسمى مصطفى والذي قال عنه إنه من بني قيْس بن سعد. وهو يقدم إليه مدْحته - موشحته - التي يصفها بأنها غادة لبست ملاءات الحسن, تبهر العين بجلائها وصقالها, وأنها عارضت موشحة ابن سهل - التي أشرنا إليها - وكأنما يُنبّه ممدوحه إلى أنها فاقت وتجاوزت ماجاء به ابن سهل, لفظا ومعنى وحِلَى,لتكون جديرة بالممدوح, مستحقة لتقديره ومكافأته على ما وفق إليه شاعره وبرع فيه. وأعتقد أن بعض نقادنا الذين هاجموا فن الموشحات الأندلسية واعتبروه شعرا كاذبا مصنوعا, خلا من ماء الطبع وكيميائه, يظلمون كثيرا من نماذجه التي نستروح من خلالها نسيم الشعر الجميل المنّدى, ونطرب لهذه الهتفات الصادرة عن نفوس خلية, وزمان رخي, قبل أن تدور الدائرة, ويتنكر الدهر للذين لم يرعوا حق الدولة والوطن, فتمزق الشمل وتفرق الأهل وسقطت العروش والتيجان, وضاع الأندلس من بين أيدي الذين راحوا يبكونه بكاء النساء لأنهم لم يحافظوا عليه كالرجال.
لقد مثل هذا الفن الشعري الجميل خروجا على المألوف في تقاليد القصيدةالعربية القديمة, وانعطافة قوية في مسيرتها وفي تشكيلها الشعري والموسيقي, تلبية لحوافزالإبداع والمغايرة والتجديد. وأصبح تراثه المنسوب للشعراء الأندلسيين والمغاربة, وللشعراء المشارقة: المصريين والشاميين والعراقيين, صفحة مضيئة فاتنة في ديوان الشعر العربي كله, لها مذاقها وخصوصيتها وأفقها المتوهج بالأنغام والإيقاعات التي جعلت من الموشحة النصّ الشعري الملحن المصاحب لحركة الجسد بالرقص وانطلاقةالصوت بالغناء, وما أكثر مواسم الرقص والغناء في حياة الأندلسيين على وجه الخصوص.
وتبقى في أسماعنا, ووجداننا, كلمات الشاعر العالم الأديب: لسان الدينبن الخطيب وهو يقول في موشح ثان:
رُبّ ليلٍ ظفرتُ بالبدْرِ ونجوم السماءِ, لم تدْرِ حفظ الله ليْلَنا ورعى أيّ شملٍ من الهوى جَمَعا غفل الدهرُ والرقيبُ معا! توارى فن الموشح مع مقدم القرن العشرين وحلول المدرسة التعبيرية التي كان رائدها سيد درويش محل المدرسة الزخرفية القديمة وأصبح فنا تراثيا لا يسمعه أحد، لكنه عاد إلى الساحة مرة أخرى بعد عدة عقود أعيد غناء الموشحات في أواخر الستينات من القرن العشرين كمادة تراثية عن طريق فرق إحياء التراث التي بدأت بفرقتين هما فرقة الموسيقى العربية بقيادة عبد الحليم نويرة في القاهرة وكورال سيد درويش بقيادة محمد عفيفى بالإسكندرية، ثم ظهرت فرق أخرى كثيرة في مصر خاصة في موجة قوية لاستعادة التراث خلقت جمهورا جديدا من محبى الموشحات والفن القديم، وتعددت فرق الموشحات إلى حد وجود فرقة بكل مدينة وظهرت فرق في الجامعات لنفس الغرض، كما غنى الموشحات بعد ذلك مطربون فرادى مثل صباح فخرى وفيروز وظهرت أجزاء من موشحات كمقدمات لأغانى عبد الحليم حافظ وفايزة أحمد وآخرين مثل كامل الأوصاف لحن محمد الموجى وقدك المياس والعيون الكواحل وغيرها أصبح للموشح كيان جديد له جمهور كبير، واكتسبت الموشحات أيضا قيمة اجتماعية راقية نظرا للتطور الذي أدخل على طرق الأداء في هذه الفرق موسيقيا وغنائيا حيث اتسم الأداء بالدقة المتناهية التي ساهمت في تصنيفه كفن من الذوق الرفيع، وانعكس هذا الاتجاه على الجمهور الذي أبدى انضباطا كبيرا وحسن استماع إلى عروض خصصت للموشحات، بل إن الجمهور قد استجاب لشرط المنظمين دخول حفلات الموشحات بالملابس الرسمية! كما ساهم في عودة الموشحات لاكتساب الجمهور شرقية ألحانها الشديدة التي اشتاق الناس إلى الاستمتاع بفنونها بعد سنوات طويلة من التغريب والتجريب
المصادر : ------------------------ 1*حناالفاخوري,تاريخالأدبالعربي,دارالأصالة,الجزائر,ط12,1987,ص812. 2*ينظر مصطفى شكعة,الأادب الاندلسي و موضوعاته,دار العلم,دار العلم للملايين,لبنان,ط10, 2000,ص178. 1*حنا الفاخوري,الموجز في الأدب العربي و تاريخه,المجلد2,ص187. 2*عبد العزيز عتيق,الأدب العربي في الأندلس,ص378. 3*مصطفى شكعة,الأدب الاندلسي موضوعاته و فنونه,ص431. 4*المرجع نفسه,ص 437. 5*عبد العزيز عتيق,الأدب العربي في الأندلس,ص390. 2*بطرس البستاني,أدباء العرب في الأندلس و عصر الانبعاث ,ج3,ص179. 3*عمر الفروخ,تاريخ الأدب العربي,ج4,دار العلم للملايين,لبنان,ط5, 2006,ص438. تم بحمد الله. نسأل الله النفع والدعاء منكم رجاااااااااء . دكتور صلاح الطاهر 01145802466 • Salah_taher2000@yahoo.com
| |
| | | | الموشّحات المصرية | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|