يؤمن المسلمون أن القرآن الكريم هو
كتاب الله الذي أنزِله على رسوله
محمد.
ولهذا يعتبرون أن تلاوة القرآن والاستماع له والعمل به كلها عبادات يتقرب
بها المسلم إلى الله ليطمئن بهِ قلبهُ. يعتقد أكثرهم أنه أساس حضارتهم
وثقافتهم، وبه بدأت نهضتهم في كل مجالات الحياة، الدينية والدنيوية.
عن
الدارمي عن
علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستكون فتن. قلت: وما
المخرج منها؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما
بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى
الهدى في غيره أضله الله. فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو
الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا
يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم
ينته
الجن إذ سمعته أن قالوا "إنا سمعنا قرآنا عجبا". هو الذي من قال به صدَق، ومن حكم به عدل، ومن عمِل به أجِر، ومن دعا إليه هُديَ إلى
صراط مستقيم».
لم يكن لفظ المصحف بمعنى الكتاب الذي يجمع بين دفتيه القرآن، إنما أطلق هذا الاسم على القرآن بعد أن جمعه
أبو بكر الصديق فأصبح اسما له.
والقرآن يناقش مواضيع متعددة تشمل حياة
الإنسان في الدنيا والآخرة. فالدنيا والدين في
الإسلام مرتبطان؛ والقرآن يؤسس
عقيدة المسلم ويدعو الناس لعبادة الله وحده وطاعته والخضوع له والتفكر في خلقه.
ويناقش حقوق الإنسان وواجباته تجاه ربه ونفسه ومجتمعه ودينه والكون كله.
وقد بين القرآن أن البشر كلهم سواسية لا فرق بينهم مهما اختلفت لغاتهم
وطبقاتهم إلا بتقواهم لله، فهذا هو المقياس الذي يتفاضل به الناس عند الله.
وحدد القرآن النظام الاجتماعي للمسلمين، وكذلك آداب المسلم وأخلاقه
واستخلص المواعظ والعبر من تاريخ السابقين؛ وحذر من عذاب
النار يوم القيامة، وغير ذلك من المواضيع والمحاور.
القرآن نص مكتوب مقسم إلى 114 فصلا، كل فصل منها يسمى
سورة، وكل سورة مقسمة إلى عدد من الجمل أو الأقوال التي تسمى
آيات. وتفتتح كل سور القرآن بعبارة بسم الله الرحمن الرحيم، ما عدا
سورة التوبة، فإنها نزلت بدونها.