لقاء بلا موعد ح13 بقلم الكاتب رجب الجوابرة

لقاءٌ بلا موعد ح13 ــ بقلم الكاتب رجب الجوابرة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
جعلت الوالدة تبكي وتقول :
ــ ليسامحها الله ..! كم حاولتُ معها لتغيّر من أسلوبها هذا ..! ولكن دون جدوى ...! ولكن يا ولدي ..! ألا تعتقد أنها قد تكون حاملاً ..؟
أجاب عبد الحميد ولا يزال متأثراً :
ــ أمي ..! أنتِ الخير والبركة ..! فلتذهب هي وحملها إلى الجحيم ..!!!
قالت الوالدة وقد وجدتها فرصة لتخرج ما في نفسها :
ــ كم كانت تقسو عليّ ..! وأحياناً توجهُ لي الشتائم ..! والكلام الغير لائق ..!
قال عبد الحميد وقد هدأت سريرتهٌ بعض الشيء :
ــ ها أنا ارتحت وأرحتكِ منها ..! ولستُ بآسفٍ عليها ...!!!

***********
حملت فريال حقيبة أمتعتها .. عادت تجر أذيال الخيبة إلى بيت أخيها عامر ... وهي تبكي ... دموعها تتساقطُ بغزارة .. شعرت بفداحة خطئها بعد فوات الأوان .. بعد أن ارتاحت من العيش في بيت أخيها عامر .. إنها تعود الآن وفي ذهنها تسلطِ زوجة أخيها عليها .. تبكي بحرقة .. فهي تعرف الحالة التي ستؤول إليها ....
طرقت الباب عدة طرقات .. أسرع عامر ليرى من الطارق .. فوجئ بفريال تحمل حقيبتها .. رآها على حالها الذي لا يسر .. لكن قلبهُ أقسى من الحجر .... نظر إليها نظرة التشفي وقال :
ــ ما الذي أتى بكِ إلى هنا ..؟ هذا البيت محرمٌ عليكِ ..!!! عودي الى زوجكِ وبيتكِ ..!
ازدادت بكاءً وقالت :
ــ لقد رمى عليَّ يمين الطلاق ...! وعودتي مستحيلة ..!!!
قال بشماتة :
ــ هذا ما كنتُ أتوقعهُ بعد أن اشتكى لي منكِ ومن معاملتكِ لهُ ولأهل بيتهِ ..! اذهبي واصلحي من وضعكِ معهُ ومع والدتهِ كي يرضوا عنكِ ..! ولا تحاولي العودة هنا ..!! لم يعد لكِ عيشٌ عندي بعد أن أخذتِ نصيبكِ من الإرث ..!!!
أقفل الباب في وجهها .. حيث عادت مكسورة الخاطر .. لتلجأ إلى إحدى صديقاتها .. حيث أقامت عندها عدة أيام ... إلى أن تدبرت أمر أملاكها وباعتها .. وحصلت على المال لتسافر إلى مكانٍ غير معروف ..

***********
مرت بعبد الحميد ظروفٌ صعبةٌ للغاية .. الحالة النفسية التي وصلت بهِ إلى اليأس .. وانعدام الثقة بكل النساء ...
كما وصلت حالة والدتهِ إلى موقفٍ يصعب معه الانتظار طويلاً .. يجب عليهِ أن يفعل شيئاً بشأن الوالدة .. أثقل المرضُ كاهلها .. بصعوبةٍ بالغةٍ تقوم من فراشها لقضاء حاجتها وبمساعدة ابنها عبد الحميد ..
فكر كثيراً وكثيراً .. ما ذا عليهِ أن يفعل بهذا الموقف الصعب عليهِ .. فهو لايمكنهُ البقاء حبيس البيت إلى جانبها .. وفي نفس الوقت هي تحتاج لمن يساعدها ... هناكَ أيضاً واجباتهُ نحو الأرض الزراعية التي من المفروض مباشرتها والقيام بما يجب عليه تجاهها ...
كان يسمع نشرات الأخبار في الراديو عندما كان يجلس في أحد المقاهي البعيدة .. عن الهجرات اليهودية إلى فلسطين .. وإنشاء مستوطنات لهم على الأرض التي كانت تشتريها الوكالة اليهودية بمساعدة حكومة الانتداب البريطاني التي كانت تستعمر البلاد العربية .. ومن ضمنها فلسطين .. وبدأت بتنفيذ وعد بلفور .. ووظفت من السماسرة والعملاء لشراء الأراضي لحساب الوكالة اليهودية لزرع المستعمرات لهم عليها .. هذه الأخبار وغيرها كانت تقض مضجع عبد الحميد ..بالإضافة إلى الحالة التي وصلت إليها والدتهُ ... هداهُ تفكيرهُ بأن ينقلها إلى المستشفى في المدينة .. وبذلكَ يتم الإشراف عليها من قبل الأطباء وتقوم الممرضات بخدمتها والسهر على راحتها ..
على عربةٍ تجرها الخيل تم نقلها إلى المستشفى في المدينة المجاورة .. إذ حجز لها غرفةً خاصةً بها .. وممرضات للإشراف عليها وخدمتها بشكل دائم ... وبهذا يكون قد رفع عن نفسهِ هماً كان يشغلهُ ... ليتابع عملهُ في المزارع والاشراف عليها ....
قسّم وقتهُ بين العمل .. وبين زيارة الوالدة يومياً .. وقضاء ساعاتٍ طويلة إلى جانبها ...
بقيَ البيتُ خاوياً .. لا حركة فيه .. غير أنهُ أحضر شيخاً طاعناً في السن يقوم على حراسة البيت .. والعناية بمزروعاتهِ ...
مضت بضعةُ أسابيع .. وعبد الحميد على هذا الحال .. بين العمل في المزارع وبين والدتهِ في المستشفى ...
ذات يوم دخل غرفة والدتهِ .. فلم يجدها راقدةً في سريرها كالمعتاد .. استوضح الأمر من الطبيب المشرف عليها وعلى علاجها ...
بادره الطبيب قائلاً :
ــ يا سيد عبد الحميد ..!!! الأعمارُ بيد الله ..!!! أطلب لها الرحمة من الله ...!
فوجئ عبد الحميد بهذا الخبر ... لم يصدق ما قالهُ الطبيب من هول المفاجأة .. انفعل انفعالاً شديداً .. صار يضربُ كفاً بكف ويقول :
ــ أمي ..!!!! أمي ماتت ...؟؟؟؟ غير معقول ...؟ يا إلهي ..!!! لا أصدق ..!أ
أجهش بالبكاء المرير .. جعل الطبيب يربتُ على كتفهِ ويقول :
ــ خلي إيمانك بالله قوي ..! يا سيد عبد الحميد ..! اطلب لها الرحمة من الله ..! نحن جميعاً غيرُ مخلدين ..!!
هدأ عبد الحميد بعض الشيء .. وهو يفركُ يديهِ غير مستوعبٍ ما حدث ويقول :
ــ لا حول ولا قوة إلا بالله .. إنا لله وإنا إليهِ راجعون .. رحمة اللهِ عليكِ يا أمي ..!
حزن عليها حزناً شديداً وأقام لها بيت عزاءٍ يليق بها .. فهي أمهُ التي تعبت في تربيتهِ .. قاست المر .. وضيعت ربيع شبابها لأجلهِ .. حتى أصبح رجلاً ... كانت بالنسبة لهُ ركيزةً هامةً في البيت .. فهي الأم والأب .. والأخت والأخ .. والصديق الصدوق .. لقد فقد أغلى ما عندهُ .. الأم الحنونة التي كانت تخاف عليه من نسمة الهواء ومن الحر والقر .. شعر بفراغٍ كبيرٍ بعد فقدانها .. فرقٌ كبيرٌ بين الأم وبين الزوجة .. الأم التي أرضعت وكبرت وسهرت الليالي .. عانت الوحدة .. فرحت لفرحهِ وحزنت لحزنهِ .. أما الزوجة رغم حبهِ لها وقضائهِ معها أياماً جميلةً .. إلا أنهُ لم يأسف عليها .. بل حقد علها لسوء تصرفاتها .. وكبريائها الزائدة ... لم يعد يذكرها في خاطرهِ سوى أطياف من الماضي .. تتلاشى صورتها كلما سار بهِ الزمن ...
يتبع ـــــــــــــــ إلى اللقاء في الحلقة التالية
مع تحيات رجب الجوابرة


 

وبعدين حصل ايه كأنى طفلة صغيرة بسمع حكاية قبل النوم ومستنية النهاية

هههههههههههههههههههههههههههههه

فعلا قصة مشوقه لمى تعرف احداثها

فعلا ليس هناك أغلي من الام
أحزني احداث القصة
و لكن يبقي الامل دائما في الله
كلنا شوق و نتابع معك أحداث القصة
تابعوا معنا .......

صديقتي الابتسامة الساحرة
اشكر لكِ هذه المتابعة ارائعة ..والقصة
حتبتدي من هنا ورايح .. فيها احداث كثيرة
مشوقة تابعيها ... لكِ أجمل تحياتي وتقديري

وهل هناك يا صديقتي أغلى من الأم ..؟
ولكن هذه سنة الحياة .. ناس بتروح وناس
بتيجي .. والدنيا زي المسرحية .. الي بينتهي
دوره بيروح وبييجي بدلاً منه .. شكراً لكِ وإلى
اللقاء في الحلقة القادمة ...