لقاءُ بلا موعد ح31 بقلم الكاتب رجب الجوابرة

لقاءٌ بلا موعد ح31 ــ بقلم الكاتب رجب الجوابرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
صمتَ قليلاً من الوقت ... لفت انتباه الأم وقالت :
ــ ما الأمر يا ولدي ..؟ لماذا توقفت عن الكلام ..؟
أجاب وهو يبتسم :
ــ أمي ..! هل أنتِ راضيةٌ عني ...؟؟
اشتد انتباهها إليه .. توقعت أن يقول شيئاً مهماً .. أو يطلب طلباً صعباً وأجابت :
ــ كيف لا أكونُ راضيةً عنك ..!!! وأنا ما خرجتُ من هذهِ الدنيا إلا بكَ وحدك ...!!!
قال وفي نفسهِ بعض الحرج :
ــ لا شكَّ في ذلكَ يا أمي ..!! .. ولا أشكُّ في أنكِ تريدن لي السعادة ...!
أجابت بكل ما في قلب الأم من حنان وحب :
ــ وماذا أريدُ غير سعادتكَ وهنائك ..؟؟
قال بكل شجاعة بعد أن اطمأن قلبهُ :
ــ إذن سأعرضُ عليكِ أمراً أنت وخالي ..! راجياً موافقتكما عليه ..!!
قالت وما زالت في لهفة لسماع ما يريد :
ــ وما هوَ يا ولدي ..؟ وأنت تعرف أننا لم ولن نبخل عليك بأي بشيء ..!!
قال متشجعاً من كلام والدتهِ :
ــ أعرفُ هذا يا أمي ..! ولكن طلبي هذه المرة يختلف ..!!!
وهنا صمتت الوالدة بعض الوقت ولم تجب .. أيقنت أن طلبهُ يتعلق بمستقبلهِ ثم قالت :
ــ ما هذا الأمر يا يحيَ ..؟ علنا نستطيع تحقيقهُ لك ...!!!
بان عليه الحرج مرةً أخرى وقال :
ــ هو أمرٌ أحببتُ أن أستشيركِ أنتِ وخالي بشأنهِ ..!!
قالت الأم بكل لهفة :
ــ أفصح ياولدي شوقتني ..!!!
نهض من جلستهِ بعد أن فرغ من التهام الطعام .. وقف وعلى وجههِ علامات الجد وقال:
ــ أريد أن أخطبَ إحدى زميلاتي في الجامعة ..!!!!
لم تستطع الوالدة إخفاء فرحتها وقالت :
ــ هذا أحلى خبر سمعتهُ ...!! ولكن ..!! هل أنت واثق منها ومن أخلاقها ..
قالَ وقد غمرتهُ السعادة :
ــ طبعاً يا أمي كل الثقة ..!! تحبني وأحبها ..!! سبق وأن كلمتكِ عنها ... هي علياء ...!
ابتسمت الوالدة وقالت :
ــ آه ..! علياء ..!!! التي صدمتكَ بسيارتها ..؟
أجاب يحيَ وكلهُ سرور :
ــ نعم هيَ بعينها ..! أريدكِ أن تحدثي خالي عمران بهذا الخصوص ..!
ابتسمت وطبعت قبلةً على جبينهِ وقالت :
ــ إن شاء الله يا ولدي على بركة الله ...! وألف مبروك مقدماً ..! متى تريد أن تخطب ..؟
رد مرتاحاً وقد هدأت سريرته :
ــ إن شاء الله سيكون إعلان الخطبة الرسمي في نهاية العام الدراسي الحالي ..! وعند عودتي سأقابل والدها وأكلمهُ لتحديد الموعد ...!!

***********
عاد يحيَ لمزاولة دراستهِ في الجامعة بعد يومين قضاهما مع والدتهِ وخالهِ .
التقى يحيَ بعلياء .. وكان لقاءً حاراً فيهِ الشوق والحب .. وهو أول لقاء لهما داخل حرم الجامعة .. بادرتهُ علياء بالسؤال :
ــ كيف حالك الآن يا يحيَ ..؟
أجاب وهو ينظرُ إليها بكل شوقٍ ولهفة :
ــ الحمد لل بخير ...!!
ثم عادت لتسأل :
ــ وكيف حال الوالدة ..؟ هل اطمأنت عليك ..؟
قال وابتسامتهُ لا تفارق ثغرهُ :
ــ طبعاً وقد حدثتها عنكِ ..! وعن كل ما فعلتهِ أنتِ والوالد بشأني ..! وقد فرحت فرحاً عظيماً ..! وهي تشكركِ وتشكر الوالد على ما قدمتماهُ لي .. ومتشوقةً لرؤيتكما ...!!!
أجابت علياء وهي فرحة :
ــ شكراً لكَ ولها ..! وأنا أيضاً أود التعرف عليها ..! والآن ما هو برنامجك ؟
نظر إليها وكعادته بابتسامتهِ وقال بجد :
ــ الآن لا يوجد في تفكيري وعقلي وقلبي سواكِ أنتِ ..!!! ولهذا قررتُ طلب يدكِ من أبيكِ ..!! ما رأيك ..؟
نظرت إليهِ بدهشةٍ واستغراب وأجابت :
ــ بهذهِ السرعة ..؟؟ هذه مفاجأة ...!!! أترى الوقت مناسباً ..؟
قال وكلهُ لهفة :
ــ صدقيني لا يوجد أنسب من هذا الوقت ..!!
قالت مع أنها من داخلها تكاد تطيرُ فرحاً :
ــ ما رأيكَ أن تدعها للظروف ...؟
أجاب يحيَ متحمساً :
ــ نحن الذين نصنع الظروف ..! وأنا مصمم ..!!
قالت مداعبةً :
ــ ألا تخشى أن يرفض أبي ..؟
قال وقد خفق قلبه زيادة :
ــ هل تعتقدين ذلك ...؟
ضحكت بدلال وقالت :
ــ يبدو أنكَ لم تعرف والدي جيداً ...!! فهو إذا أحب إنسان ..! لايبخل عليهِ بأي بشيء ..!!! ويضحي من أجلهِ بأي شيءٍ يملكهُ ..!! والدي يحبكَ كثيراً .. ودائماً يمدحكَ أمام أمي وجدتي ..! أما الأمر الثاني هو محبتهُ لي ..! فهو لايعترض على أي شيءٍ أطلبهُ منهُ .. وخصوصاً إذا كان هذا الأمر يتعلقُ بمستقبلي ...!!! وبمن أود الارتباط بهِ ..!! فما دمتُ أنا موافقة ..! فلن يكون هناك أي اعتراض ..! هناكَ شيءٌ آخر هو أن والدتي وجدتي عندهما فكرة عن العلاقة التي تربطنا معاً ...!!!
أجاب بفرحٍ وسرور وقال :
ــ الآن اطمأن قلبي ..! وسأفاتحهُ بشأن الخطوبة بكل ثقة واطمئنان ..! توكلنا على الله يا أحلى الجميلات ..!!! والآن إلى اللقاء ..!!!
أجابت مودعةً :
ــ إلى اللقاء يا أغلى الناس ...!!!!!

***********
يتبع ـــــــــــــــــــ إلى اللقاء في الحلقة التالية
مع تحيات رجب الجوابرة