وأخيراً وجدتُ نفسي ح 10ــ بقلم الكاتب رجب الجوابرة

وأخيراً وجدتُ نفسي ح10 ــ بقلم الكاتب رجب الجوابرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
االحياة في الجيش تختلفُ كل الاختلاف عن الحياة العادية .. تدريبات مضنية .. انضباط في الوقت ..تنفيذ أوامر القادة .. الاعتماد على النفس في كل شيء ... اتباع قوانين ونظم لم أعهدها في الحياة العادية .. لا يوجد وقت للعبث .. كان ذلك عام ألفٍ وتسعمائةٍ وستين .. أمضيتُ عامين كاملين في الجيش .. انتهزُ خلالها أيّ فرصةٍ .. أو إجازةٍ للعودة إلى البيت متشوقاً إلى حبيبتي شوشانا .. تعاملني كمعاملتها لزوجها .. تنتظرُ عودتي تستقبلني في مدخل البيت .. لتعانقني أولاً .. وترافقني إلى الحمام تخلع عني ملابسي كما كانت تفعل في طفولتي .. تقوم هي بالنيابة عني في غسل جميع أنحاء جسدي وبعد أن تنتهي .. نذهب معاً إلى غرفة النوم لنغرق في أتون الشهوة الجامحة نمارس ما حرم الله ..!!!!!

***********
الاحتكاك بالناس هو ما يجعلك تكوّن الأصدقاء من حولك .. فكلما زاد تعاملكَ مع غيرك ..!! ازدادت فرص الصداقة ..!
المدرسة هي المرحلة الأولى التي يزيد فيها اختلاطك مع غير محيطكَ ومن يعيشون معك ..! خرجتُ منها بصديقة وحيدة هي إستر .. هي التي ثبتت معي .. وظلت حتى أجبرت على السفر مع عائلتها .. هي الوحيدة التي أثبتت أن للصداقة معناها الجميل .. وللحب معانيهِ السامية ...!!
زملاء المدرسة على كثرتهم ..! لم يحاول أحدهم توثيق العلاقة معي .. بل بقيت علاقة سطحية انتهت بمجرد تركي للمدرسة ..!!
أما المرحلة الثانية من الاختلاط والاحتكاك بالناس .. هو الخدمة في الجيش .. وخدمة الجيش تختلف اختلافاً جذرياً عن المدرسة .. فهو يجبركَ عل أن تقضي كل الوقت ملازماً لمن معك ليلاً نهاراً .. منهم من يروق لكَ صداقتهُ .. ومنهم من تنفر منهُ لمجرد رؤيتك لهُ .. ولكنك مجبرٌ على أن تلازمهُ .. خصوصاً إذا كان من نفس الفصيل الذي تنتمي إليه .. وتضطر أن تنام معهُ في حجرةٍ واحدة ..
أحد الزملاء وكانوا ينادونهُ (سيمائيل) يختلف عن باقي الزملاء من حيث الطباع والشكل والمعاملة ..! نشيط لطيف في معاملتهِ مع زملائهِ .. اعتقدتُ في بادئ الأمر أنهُ يهودي .. لأن اسمهُ غريب من ناحية اللفظ .. حيث أن اسمهُ الحقيقي (إسماعيل)
صدفة رأيتهُ يتسلم رسالة .. مكتوبٌ عليها باللغة العربية .. وهذه اللغة لاتخفى علي ّ .. ومن باب الفضول سألتهُ :
ــ لو سمحت يا أخي أرى رسالتك مكتوبٌ عليها كلاماً غريباً ...؟؟ هل عندكَ إلماماً بهذه اللغة ..؟؟؟
انتبه إليَّ وابتسم .. ثم أجاب :
ــ طبعاً يا صديقي ....!! لأنني عربي ..!
فلتُ بدهشة :
ــ معقول ..!!! أنتَ عربي ...؟؟؟؟
قال وابتسامتهُ لا تفارق ثغرهُ :
ــ وماذا في ذلك ..؟ أنا عربي ..!!!
وجدتُ لزاماً عليَّ أن أوطدعلاقتهِ معهُ .. وأن يكون أكثر زميل أحتكُّ بهِ ..
قلتُ لهُ ونحن عائدين إلى ثكنتنا :
ــ أتسمح لي أن أرافقكَ هذهِ الليلة ..؟؟
قال وما يزالُ مبتسماً :
ــ أهلاً بكَ ..!! على الرحب والسعة ..!!
كانت هذهِ الصداقة فاتحة عهدٍ بيني وبين اللغة العربية .. مع أنني أجيدها لفظاً ..! ولكن القراءة والكتابة صعبةعلي .. صديقي اسماعيل هو الانسان الوحيد الذي تعلمتُ على يديهِ إجادة القراءة والكتابة .. بعد أن شرحتُ لهُ مأساتي ..! وعرف أنني من أصلٍ عربي ..! زاد حبهُ لي واحتكاكهُ بي .. وتعاطف معي .. عمل على توثيق العلاقة وتمتينها حتى أنهينا مدة الخدمة ..

***********
أنهيتُ خدمة العلم .. وعدتُ إلى البيت الذي وجدتُ فيهِ كل أسباب الراحة والرفاهية .. وماتشتهيه النفسُ من متطلبات الحياة .. لم أفكر في الزواج .. ولماذا أتزوج ..؟ وعندي امرأة من أجمل النساء .. وتعطيني كل ما يحلو من جسدها الرائع ... لم أفكر بالقيام بأي عمل ..!! بحيث يدرُّ عليَّ دخلاً يسد حاجتي من مصاريف يومية ... ولماذا أتعب نفسي ..؟ وكل شيءٍ أحصل عليهِ دون مجهودٍ أو مشقة ..!! حتى حدث ما لم يكن في الحسبان ...!!!
كما أسلفت لم أكن أعلم أن ممارسة الجنس مع شوشانا محرمٌ علي ..!!
وأن هذا شيءٌ يغضب زوجها ويزعجهُ .. لم أكن على علمٍ أنهُ لا يحق لي حتى لمسها والاقتراب منها لهذا الغرض ..!! لم تخطر ببالي عواقبُ هذه الأشياء .. !! لم تخبرني هي بذلك ... فلو حصل هذا لأخذتُ الحيطة والحذر .. بل غرقتُ معها وغرقت معي في حضيض الحرام .. الذي لا يرضاهُ مخلوقٌ يعرف الله ....
سيطرت على عقلي وقلبي ..! لم أعد أفكّرُ في غيرها ..! نسيتُ حبيبتي إستر ..! ما عادت تخطر في خيالي ..! ولم أعد أذكرها .. أصبحت في خبر كان ...!!
شوشانا هي الانسانة الوحيدة في حياتي .. لم أعطِ لنفسي حقاً في معاشرة غيرها من النساء ... نباتُ ونصبح ونقضي معظم أوقاتنا معاً .. لم أشعر إلى جانبها بالملل ..! ولم أفكر بالخروج لأرى الدنيا على طبيعتها ...
حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم .. عندما دخل إيشاي علينا ونحن نغرقُ في أتون الشهوة تحت غطاء سرير نومهِ .. عاريين .. رأى الرجلُ ما بأم عينهِ ما يدورُ على سريرهِ وفي غرفة نومهِ ....!!!!!!! رأى كل شيء ..!
يتبع ــــــــــــــــــــ إلى اللقاء في الحلقة التالية
مع تحيات رجب الجوابرة