وأخيراً وجدتُ نفسي ح 25ــ بقلم الكاتب رجب الجوابرة

وأخيراً وجدتُ نفسي ح25 ــ بقلم الكاتب رجب الجوابرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم تخطر في بالي .. ولم يتبادر إلى ذهني .. أنني أراها بعد هذا الغياب الطويل ... بعد أن نسيتها .. غابت ذكراها من مخيلتي .. رأيتها تدخل السوبر ماركت .. لم يتغير من ملامحها شيء .. بل زادت تألقاً وجمالاً ...
إنها حبيبتي الأولى (إستر) حبيبة الطفولة ..أسرعتُ إليها بعد أن تركتُ ما بيدي .. وقفتُ أمامها .. أحدق في وجهها .. وفي عينيها .. وهي تنظر في وجهي محدقةً في عينيّ ... أصابني وأصابها الذهول .. وقفنا قبالة بعضنا فترةً من الوقت .. مصدقين وغير مصدقين ... خفق قلبي لحبي الأول .. مرت في خاطري ذكراها كلمح البصر .. ابتسمت .. أسرعتُ إليها .. ركضت نحوي .. تعانقنا .. أمسكتها من يدها متجهاً نحو مدير المحل .. لأستأذنهُ بقية هذا اليوم .. هو يرى المنظر بأم عينهِ .. دهش لما يرى ..وتفهم الموقف .. حيث سمح لي بالخروج برفقتها ...
ذهبنا إلى منتزهنا المعهود في النادي ذاتهُ .. نجلسُ معاً بعيداً عن أعين الناس .. لنأخذ حريتنا .. ونصفي حساباتنا بعد غيابٍ طويل ..
جلسنا على العشب الأخضر وجهاً لوجه .. أنظر إليها نظرة عتاب قلت :
ــ أهذا الحب الذي بيننا ..؟ تسافرين دون علمي ..؟
قالت وقد فاضت عيناها بالدموع :
ــ صدقني أنني تعذبتُ أكثر منك ..!! لقد أجبرني والدي على السفر بمعيتهِ هو وأمي .. حاولتُ ولم أستطع ..!! ها أنا أتيتُ من أجلكَ ومن أجلكَ فقط .. لأجل حبنا .. تركتُ أمي وأبي .. لأعود إلى حبيبي الذي لم يغب عن بالي لحظةً واحدة .. وها أنا قد عثرتُ عليكَ .. بعد أن بحثتُ عنكَ في كل مكان ..! ذبتُ إلى البيت الذي كنت تعيش فيه ..!! وجدتهُ خاوياً لا يوجد فيه أحد .. !!
أين أنت الآن وكيف تعيش ..؟؟؟
قلتُ وقد رأيتها تأثرت :
ــ ها أنا كما تشاهدينني ..! أعمل في نفس المحل الذي التقينا فيه ..! وأعيش مع شوشانا لوحدنا ..!!
قالت مقاطعةً :
ــ شوشانا ...!!؟؟ تقصد أمك ..؟؟؟
قلت :
ــ شوشانا ليست أمي ..!! وزوجها ليس أبي ..!!
قالت بهشة :
ــ ماذا تعني ..؟؟
قلت :
ــ هذهِ قصة طويلة ..! سوف أرويها لكِ فيما بعد ..!
إنكِ لا تدرين كم عانيتُ في غيابك ..! خاصة عندما علمتُ بسفرك المفاجئ إلى الولايات المتحدة ..! جنَّ جنوني ..! كدتُ أفقد عقلي .. سفركِ كان أكبر مفاجأة لي ..!! خلتُ نفسي أنني لن أعيش من بعدك ..! قضيتُ خدمتي في الجيش ..! وعدتُ لأعيش في نفس البيت مع شوشانا وإيشاي .. لا داعي لذكر ما حصل لهذا البيت الذي أصيب بالتشتت ..!!!
قالت مبتسمةً :
ــ لا عليك يا حبيبي ..!! المهم أنني وجدتكَ ..! وأنا الآن حرة ..! أسكن وحدي في بيتنا ..! وقبل اسبوع أنهيتُ خدمتي في الجيش ..!!!
ثم بادرتها بالسؤال :
ــ ماذا فعلتِ في أمريكا ..؟؟
قالت ويبدو انها توقعت سؤالي :
ــ عشتُ مع أمي وأبي ..! التحقتُ بإحدى الجامعات .. أكملت دراستي هناك حصلتُ على ليسانس الحقوق .. وأنا الآن تحت التدريب في مكتب محاماة .!
قلت :
ــ والآن ..! ألا تفكرين في المستقبل ..؟؟؟
قالت وقد أعادت بسمتها :
ــ من أيّ ناحية ..؟؟
قلتُ بشيءٍ من الحرج :
ــ من ناحية الزواج مثلاً ..؟؟
قالت خجلة :
ــ هذا شيءٌ فكرتُ فيه ..!! وأنا أنتظر رأيكَ أنت ألم تتزوج بعد..؟
قلتُ منتهزاً هذه الفرصة :
ــ لا ..!! لم أتزوج بعد ..!! وما دمنا التقينا ..! فقد حلت المشكلة ..!!
قالت بنوعٍ من البهجة والسرور :
ــ تعني أنا وأنت ..؟؟
قلت :
ــ هل هناك أيّ مانع ..؟؟؟؟
قالت ضاحكةً :
ــ لا ..! ولكنني لستُ مهيأةً لمثل هذا الموضوع ..!!!
قلت :
ــ هذا لا يهم ..! أنا الآخر لم أجهز نفسي ..!!!
قالت تشدُّ على يدي :
ــ إذن نحن متفقان ..!!
قلت :
ــ على ماذا متفقان ..؟؟
قالت :
ــ على أن نبدأ منذ الآن على تجهيز أنفسنا ..! نتعاون في ما بيننا ونبني معاً عش الزوجية ..!!! ما رأيك ..؟؟
قلتُ بفرحٍ وسرور :
ــ وهل لي رأي غير ذلك ..؟؟؟
كان هذا هو اتفاقنا .. أن نعد العدة لتجهيز بيت الزوجية بالتعاون .. كل واحد يساهم بما يستطيع في سبيل الاعداد للعش السعيد .. لتكون هذه هي النتيجة الحتمية للحب النظيف .. وبدايةً لزواجٍ موفق ...
مكثنا في المنتزه حتى ساعة متأخرة من الليل .. يدور الحديث بيننا عن المستقبل تارةً .. والتعبير عن الشوق والمحبة تارةً أخرى ..
عادت هي إلى بيتها .. وأنا عدتُ إلى بيت شوشانا .. وجدتها تنتظرني وتلومني على التأخير قلت :
ــ تأخرتُ في العمل ..! كان عندنا عملاً إضافياً ..!!
قالت وفي عينيها نظرات الشك :
ــ قلقتُ عليك ..!! لاتتأخر مرةً أخرى أرجوك ..!!!
قلتُ وفي نفسي ثورةً ضدها .. لكنني تمالكتُ أعصابي ولا أريد أن أغضبها :
ــ لا تقلقي علي ..! ما عدتُ صغيراً .. وليس هناكَ ما يدعو للقلق ..!!
قالت بشيءٍ من الغضب :
ــ ولكنكَ لم تتعود التأخير ..!! هذه أول مرة تتأخر فيها ..!!!
قلت وأنا لاأريدها أن تزيد :
ــ قلتُ لكِ تأخرتُ في العمل ..!! أريد أن أخلد إلى النوم ..!!! تعبتُ كثيراً هذا اليوم ..!!!!
تمددتُ على السرير .. نمتُ ونامت بجانبي تحاول مصالحتي .. لكنني أدرتُ وجهي عنها متظاهراً بالنوم ...
كانت هذه الليلة هي بداية للمشاكل بيني وبينها
يتبع ـــــــــــــــــــــ إلى اللقاء في الحلقة التالية
مع تحيات رجب الجوابرة

ما احلى الرجوع الى الحب الاول

ولكن ترى هل شوشانا ستتركه يذهب هكذا لا اظن

فلنتابع

شكرا صديقتي الابتسامة الساحرة على
متابعتك وتفاعلكِ مع أحداث الرواية .. هو
سيترك الاثنتين ... ويذهب لمصير مجهول
لكِ أجمل تحياتي ويسعد مساءكِ بكل خير