وأخيراً وجدتُ نفسي ح 33ــ بقلم الكاتب رجب الجوابرة

وأخيراً وجدتُ تفسي ح33 بقلم الكاتب رجب الجوابرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الشعب المكافح .. منذ نصف قرن وهو يتحمل نتيجة أخطاء غيره .. حتى أصبحت قضيتهُ من أعقد القضايا في العالم ...
أقيمت الدولة العبرية على أنقاض هذا الشعب المسالم .. الذي ابتلي بألم شعب على وجهِ هذه الأرض ...
بمساعدة الدول الاستعمارية أصبحت هذه الدولة تملكُ من القوة العسكرية ما يجعلها تزداد غروراً وصلفاً .. تضرب بعرض الحائط قرارات المجتمع الدولي .. الممثل بمجلس الأمن الدولي .. والجمعية العامة للأمم المتحدة بمساعدة أمريكا الاستعمارية ... تتحدى دول أمتنا العربية بأكملها .. مستغلةً ضعفهها وتشتت آرائها لما يسودها من الفرقة والخلافات التي لا تنتهي ... إذ يصل بها الموقف بقيام الحروب فيما بينها بين الحين والآخر .. بسبب مشاكل أوجدتها الدول الاستعمارية ... زرعت بذورها .. غذتها .. طورتها .. إلى أن أصبحت مستحيلة الحل ....
هذهِ هي مشكلتنا .. وقضيتنا .. ومصيرها المجهول ... تأكد أنه لا يوجد حل سوى طريقةٍ واحدةٍ هي الكفاح والنضال المستمر دون كللٍ أو ملل .. لن نهدأ ولن نتنازل عنها .. حتى يحصل شعبنا على كامل حقوقهِ على تراب وطنهِ ... وإقامة دولتهِ المستقلة وعاصمتها القدس ... هذا هو حديث الساعة وكل ساعة ....
إلى متى وكيف نستطيع الحصول على حقوقنا الشرعية وتقرير مصيرنا ونعيش كما تعيش سائر الأمم ..........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

***********
عدتُ إلى صديقي الشيخ حسن .. ليكمل روايتهُ .. ويحكي لي ما حدث معهُ بعد أن تعرف على أهلهِ بالصدفة .. إرادة الله ومشيئته.. هي التي أنقذتهُ من الضياع ... ها هوَ يستعد ليكمل بقية الحكاية ....
(الليلة الأخيرة)
تابع يقول :
ــ ثلاثةُ أسابيع مكثتها بين أمي وأبي وإخوتي .. شعرتُ بلذة الحياة بينهم .. وطعمها الحقيقي .. وحلاوة الترابط الاجتماعي ... وكيفية مؤازرتهم لبعضهم البعض ...
رأيت أن الناس في تلك القرية .. يعيشون كأسرةٍ واحدة .. ترابطهم الأسري شيءٌ لم أكن أتصورهُ ...
عرفتُ كيف يكون حب الأب لابنهِ .. والابن لأبيه .. والأم لأولادها .. كل شيءٍ أعجبني فيهم .. لباسهم .. أحاديثهم .. طريقة كلامهم .. تضامنهم الاجتماعي ... ثلاثة أسابيع مرت كأنها يومٌ واحدٌ ... لا أريد لإجازتي أن تنتهي .... كنتُ على اتصال مع شوشانا واستر طيلة غيابي .. إما عن طريق الهاتف .. أو الرسائل ... إلا أنني في الفترة الأخيرة .. وبعد أن اهتديتُ إلى طريق الحق .. إلى الدين الحنيف ... قطعتُ الاتصال بهما ... لا أريد أن أتمادى في فعل الحرام بعد أن هداني ربي .... عرفتُ أن علاقتي بهما هي من فعل الفواحش الكبيرة التي نهى الله عنها ... ولن يغفرها الله لي إن أنا أعدتُ علاقتي بهما كسابق عهدها ...
لكنني وللحق أقول رغم ما حدث بيني وبينهما من أفعال كانت خاطئة .. لجهلي بأمور الدين الحنيف .. إلا أنني لم أنسَ ما فعلتهُ شوشانا من أجلي .. هي التي قامت على تربيتي .. أشرفت على طفولتي .. أحاطتني برعايتها في شبابي .. لم تبخل عليَّ بأي شيء تركت زوجها من أجلي ....
ولهذا لا بد أن أفعل من أجلها شيئاً .. لعل الله يهديها ويبعدها عن طريق الحرام والضلال ..كما أبعدني عن هذه الأمور ... فرأيتُ من واجبي أن أعرض عليها ما توصلتُ إليه واتبعتُ طريقهُ .. لن أخسر شيئاً .. سواءً قبلت أم رفضت ..!! فهي تجهل أمور الأديان جميعها .. حتى دينها اليهودي لا تفقه منهُ شيئاً سوى طقوس الأعياد ... ومثلها كثيرون ...
لا تعلم أنهُ يوجد خالق لهذا الكون وأنهُ يجبُ أن يُعبد .. لا تعرف أن هناكّ حياةً بعد الممات ... حياةً أبدية فيها حساب وفيها عقاب ... وأن من اهتدى إلى الصراط المستقيم .. يدخلهُ اللهُ جنات النعيم ... ومن يستمر في ضلالهِ ... لهُ في جهنم عذابٌ أليم ...
صممتُ في قرارة نفسي أن أعرض عليها اعتناق الدين الإسلامي الحنيف وتبتعد جميع المحرمات وتهتدي إلى الطريق السوي ... قلتُ في نفسي أخوض هذه التجربة معها .. فإن قبلت تبقى علاقتي بها كما نص عليها ديننا .. ويبقى حبل الاتصال بيني وبينها موصولاً بما يرضي الله ولا يغضبهُ .. وإذا رفضت يكون ذنبها على جنبها ... وسأقطعُ كل اتصالٍ بها .. سأبتعدُ عنها إلى الأبد .. ولا أحاول رؤيتها إلى آخر العمر .. وأكون بهذا قد خلصتُ ضميري من عذابهِ .. ولا أعود للندم على قطع علاقتي بها ...
هذا ما فكرتُ بهِ بعد أن أحاطني اللهُ برعايتهِ وهداني أولاً .. وعثرتُ على أهلي أخيراً ... هذا من فضل الله سبحانهُ وتعالى .. بعد أن ضللتُ طريقي ورحتُ أتخبطُ في متاهات الدنيا وملذاتها الفانية ...
عشرةُ أيامٍ بقيت من إجازتي .. عليَّ أن أذهب إلى شوشانا .. وأعرض عليها ما فكرتُ بهِ من أجلها ومن أجل هدايتها ...
ذهبتُ إلى صديقي علي في قريتهِ ... لأنهُ أفقه مني في أمور الدين وقد أنهى مهمتهُ في الجيش وهو متفرغ الآن ...
شرحتُ لهُ أحوال هذه المرأة وما تتحلى بهِ من أخلاقٍ حسنة .. وما فعلتهُ من أجلي .. وأن مهمتهُ ستكون سهلة .. فقد تتجاوب معنا بشكلٍ سريع .نظراً لارتباطها بي .. وأنها تسمع مني .. وتقتنع برأيي ... اقترحتُ على صديقي علي بأن يذهب معي .. لعل هدايتها تكون على يديه .. فينالهُ وينالني ثوابها من عند الله ...
استجاب عليّ لما عرضتهُ عليه .. وذهبنا من فورنا إلى حيثُ تسكن شوشانا وصلنا إلى شقتها بعد العصر ...
يتبع ــــــــــــــــــــــــ إلى اللقاء في الحلقة التالية
مع تحيات رجب الجوابرة

و نعمة بالله
عندما يريد الله أن يهدي انسان من بعد ضلال
فانه له حكمة كبيرة في ذلك
فانك لا تهدي من احببت و لكن الله هو الهادي
سبحان الله
قادر علي كل شيء
قصة مؤثرة جدا
و لها ابعاد كثيرة في الحياة العامة
شكرا لك
لك كل المحبة و التقدير

أشكركِ صديقتي الغالية كنوز على
متابعتك وتحليلك لأحداث الرواية ونتائجها
وفوائدها ... لكِ تقديري واحترامي .وتقريبا الرواية
شارفت على نهايتها .. أتمنى أن يقرأها الجميع .. أجمل
تحياتي القلبية ويسعد مساءكِ